- 12 -

الإمام ناصر محمد اليماني
02 - 05 - 1431 هـ
16 - 04 - 2010 مـ
01:51 صباحاً
ــــــــــــــــــــ



{ وَقُلِ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ ۖ فَمَن شَاءَ فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاءَ فَلْيَكْفُرْ }
صدق الله العظيـــم ..


بسم الله الرحمن الرحيم، وسلامٌ على المُرسلين أجمعين ولا اُفرّق بين أحدٍ من رُسله حنيفاً مُسلماً وما أنا من المُشركين..
السلام عليكم يا معشر الأنصار السابقين الأخيار، وسلام ُالله على كافة الزوار لطاولة الحوار الباحثين عن الحقّ ولا يُريدون غير الحقّ والحقّ أحقّ أن يُتبع..

ويا (بنور القُرآني)، أهلاً وسهلاً بك في طاولة الحوار العالميّة لكافة الذين فرَّقوا دينهم شيعاً وكُل حزبٍ بما لديهم فرحون.
ويا معشر القُرآنيين، لقد ظنّ كثيرٌ من الناس أنّ الإمام ناصر مُحمد اليماني قُرآنيٌّ ولستُ منكم في شيء، وسبب ظنّهم هو حين وجدوا أني أدعو الناس إلى اتّباع القرآن والاحتكام إليه ولذلك فظنّوا إن المهديّ المُنتظَر ناصر مُحمد اليماني من القُرآنيين وأنا لستُ منهم في شيء، ولم يجعلني الله أنتمي لأيّة طائفة من المذاهب الإسلاميّة الذين فرَّقوا دينهم شيعاً وكُلّ حزبٍ بما لديهم فرحون. وأعوذُ بالله أن أكون من الذين فرَّقوا دينهم شيعاً بل حنيفاً مُسلماً وما أنا من المُشركين ولم يجعلني الله من المُعذبين. وقال الله تعالى:
{وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِن بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ ۚ وَأُولَٰئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ ﴿105﴾} صدق الله العظيم [آل عمران].. وذلك لأنهم خالفوا لأمر الله في مُحكم كتابه: {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا} صدق الله العظيم [آل عمران:103].

وما هو حبل الله؟ والجواب تجدوه في مُحكم الكتاب إنّهُ القُرآن العظيم. تصديقاً لقول الله تعالى:
{يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُم بُرْهَانٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَأَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُورًا مُّبِينًا ﴿174﴾ فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَاعْتَصَمُوا بِهِ فَسَيُدْخِلُهُمْ فِي رَحْمَةٍ مِّنْهُ وَفَضْلٍ وَيَهْدِيهِمْ إِلَيْهِ صِرَاطًا مُّسْتَقِيمًا ﴿175﴾} صدق الله العظيم [النساء].

ولكن يا معشر القُرآنيّين، إنّما الاعتصام بحبل الله القُرآن العظيم هو الكفر بما خالف لمُحكم القرآن سواء يكون في السُّنة النبويّة أو في الإنجيل أو في التوراة، ولكنّكم تقولون على الله غير الحقّ، فلم ينهَكم الله عن اتّباع سُنة مُحمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، أفلا تعلمون أنّ أحاديث السُّنة النبويّة هي من عند الله كما القرآن من عند الله؟ تصديقاً لقول الله تعالى:
{إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ ﴿17﴾ فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ ﴿18﴾ ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ ﴿19﴾} صدق الله العظيم [القيامة].

غير إنّ الله لم يعِدُكم بحفظ سُنة البيان؛ بل وعدكم بحفظ القرآن من التحريف، وأما أحاديث سُنة البيان فقد أفتاكم الله إن ما كان منها من عند غير الله فإنكم سوف تجدون بين الحديث المُفترى وبين مُحكم القرآن اختلافاً كثيراً لأن الحقّ والباطل نقيضان مُختلفان، وبما إنّ القرآن محفوظ من التحريف، ولذلك جعله الله المرجع لأحاديث البيان في السُّنة النبويّة وما كان من الأحاديث ليس من عند الله فسوف تجدون بينه وبين مُحكم القرآن العظيم اختلافاً كثيراً، وقال الله تعالى:
{مَّن يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ ۖ وَمَن تَوَلَّىٰ فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا ﴿80﴾ وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ فَإِذَا بَرَزُوا مِنْ عِندِكَ بَيَّتَ طَائِفَةٌ مِّنْهُمْ غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ ۖ وَاللَّهُ يَكْتُبُ مَا يُبَيِّتُونَ ۖ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ ۚ وَكَفَىٰ بِاللَّهِ وَكِيلًا ﴿81﴾ أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ ۚ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا ﴿82﴾} صدق الله العظيم [النساء].

وفي هذه الآيات المُحكمات يبيّن الله لكم أنّ أحاديث السُّنة النبويّة الحقّ هي من عند الله، ومن ثُمّ أفتاكم أنّها ليست محفوظة من التحريف والتزييف، وأمركم الله إنّ ما اختلفتم فيه منها أن تحتكموا إلى آيات الكتاب المُحكمات البيّنات هُنّ أمّ الكتاب، وما كان من الأحاديث في السُّنة النبويّة مُفترًى من عند غير الله فسوف تجدون بينه وبين مُحكم القرآن اختلافاً وتناقضاً كثيراً، وبناءً على ذلك أدعو الذين فرَّقوا دينهم شيعاً إلى اتّباع كتاب الله وسُنَّة رسوله الحقّ وما خالف في السُّنة النبويّة لمُحكم القُرآن فإني آمر المُسلمين أن يعتصموا بحبل الله القُرآن العظيم وما خالف لمُحكمه فهو من عند شيطانٍ رجيم سواء يكون في التوراة أو في الإنجيل أو في السُّنة النبويّة.

ويا معشر القُرآنيين إنّي أنا الإمام المُبين المهديّ للعالمين إلى صراط العزيز الحميد على بصيرةٍ من ربي القُرآن المجيد ومُذكرٌ بالقُرآن من يخاف وعيد، ومُنذرٌ الناس المعرضين ببأسٍ من الله شديد.

ويا معشر القُرآنيين حقيقٌ لا أقول على الله إلّا الحقّ إنّما الصلوات خمس صلواتٍ مفروضاتٍ إحداهُنّ الصلاة الأُحاديّة وهي الوسطى وهي صلاة الفجر، واثنتين قبلها واثنتين بعدها، ولكنّ أكثركم يقولون على الله ما لا يعلمون. ويا معشر القُرآنيين لقد غرّكم ذكر الصلوات في كثيرٍ من آيات الكتاب في أول النهار وآخره، ونسيتم قول الله تعالى:
{فَاصْبِرْ عَلَىٰ مَا يَقُولُونَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا ۖ وَمِنْ آنَاءِ اللَّيْلِ فَسَبِّحْ وَأَطْرَافَ النَّهَارِ لَعَلَّكَ تَرْضَىٰ ﴿130﴾} صدق الله العظيم [طه].

وإلى البيان الحقّ:
{وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ} صدق الله العظيم، وتلك هي صلاة الفجر، وأما قول الله تعالى: {وَقَبْلَ غُرُوبِهَا} صدق الله العظيم، وتلك هي صلاة العصر، وأما قول الله تعالى: {وَمِنْ آنَاءِ اللَّيْلِ فَسَبِّحْ} صدق الله العظيم، وتلك هي صلاة المغرب والعشاء من الشفق إلى الغسق، وأما قول الله تعالى: {وَأَطْرَافَ النَّهَارِ لَعَلَّكَ تَرْضَىٰ} صدق الله العظيم، وتلك هي صلاة الظهر في مُلتقى طُرفي نهار الغدو ونهار العشي. تصديقاً لقول الله تعالى: {فَسُبْحَانَ اللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ ﴿17﴾ وَلَهُ الْحَمْدُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَعَشِيًّا وَحِينَ تُظْهِرُونَ ﴿18﴾} صدق الله العظيم [الروم].

وإلى البيان الحقّ:
{فَسُبْحَانَ اللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ} صدق الله العظيم، وتلك هي أول الصلوات وهي صلاة المغرب في أول الليل ويليها صلاة العشاء، وأما قول الله تعالى: {وَحِينَ تُصْبِحُونَ} صدق الله العظيم، وتلك هي الصلاة الأُحادية وهي صلاة الفجر وهي الصلاة الوسطى، وأما قول الله تعالى: {وَعَشِيًّا} صدق الله العظيم، وتلك هي صلاة العصر وذلك لأن العشي غير العشاء. وقال الله تعالى: {وَوَهَبْنَا لِدَاوُودَ سُلَيْمَانَ ۚ نِعْمَ الْعَبْدُ ۖ إِنَّهُ أَوَّابٌ ﴿30﴾ إِذْ عُرِضَ عَلَيْهِ بِالْعَشِيِّ الصَّافِنَاتُ الْجِيَادُ ﴿31﴾ فَقَالَ إِنِّي أَحْبَبْتُ حُبَّ الْخَيْرِ عَن ذِكْرِ رَبِّي حَتَّىٰ تَوَارَتْ بِالْحِجَابِ ﴿32﴾ رُدُّوهَا عَلَيَّ ۖ فَطَفِقَ مَسْحًا بِالسُّوقِ وَالْأَعْنَاقِ ﴿33﴾} صدق الله العظيم [ص].

ويتبيّن لكم إنّ العشي هو قبل غروب الشمس، وذلك ميقات صلاة العصر. ولذلك قال الله تعالى:
{إِذْ عُرِضَ عَلَيْهِ بِالْعَشِيِّ الصَّافِنَاتُ الْجِيَادُ ﴿31﴾ فَقَالَ إِنِّي أَحْبَبْتُ حُبَّ الْخَيْرِ عَن ذِكْرِ رَبِّي حَتَّىٰ تَوَارَتْ بِالْحِجَابِ ﴿32﴾ رُدُّوهَا عَلَيَّ ۖ فَطَفِقَ مَسْحًا بِالسُّوقِ وَالْأَعْنَاقِ ﴿33﴾} صدق الله العظيم [ص].

وفاتت عليه صلاة العصر وانقضى وقتها وهو مشغول بعرض الخيول، وانتهى وقتها بتواري الشمس وراء الحجاب وكيف يصلي العصر بعد أن توارت الشمس وراء الحجاب فقد دخلت صلاة المغرب، ولذلك قال الله تعالى:
{فَقَالَ إِنِّي أَحْبَبْتُ حُبَّ الْخَيْرِ عَن ذِكْرِ رَبِّي حَتَّىٰ تَوَارَتْ بِالْحِجَابِ ﴿32﴾} صدق الله العظيم [ص].

وتبيّن لكم يا معشر القُرآنيين إنّ العشي هو ميقات صلاة العصر. لذلك قال الله تعالى:
{وَعَشِيًّا} صدق الله العظيم، وتلك هي صلاة العصر، وينتهي ميقاتها بتواري الشمس وراء الحجاب، وأما قول الله تعالى: {وَحِينَ تُظْهِرُونَ} صدق الله العظيم، وتلك هي صلاة الظهر.

ويا معشر القُرآنيين، ما كان للحقّ أن يتبع أهواءكم، ويا معشر الشيعة والسُّنة ما كان للحقّ أن يتّبع أهواءكم، وإنّما أنا حَكَمٌ بينكم فيما كنتم فيه تختلفون. ولا نزال ندّخر التفاصيل للصلوات المفروضات ولا نزال نأمر أنصاري أن يصلّوا معكم ويسجدون لله معكم، فلا نُريد أن نزيدكم فرقةً إلى تفرّقكم، ولا نُريد أن نُشتت جماعاتكم، ولا نُريد أن نكون فرقةً جديدةً بينكم، بل نُريد جمع شتاتكم وتوحيد صفّكم لتقوى شوكتكم ويعود مجدكم ويقوم عزكم إن كنتم تعقلون، ألا وإنّ الصلاة لهي أيسر مما أنتم عليه؛ فبُشرى للمؤمنين.

ولا نزال مُنتظرين لأحد مُفتي دياركم أو أحد خُطباء منابركم المشهورين فإذا لم يجدني الأنصار قد هيّمنت عليهم بالحقّ فلستُ المهديّ المُنتظَر فذلك بيني وبينكم، ولا نزال ندّخر الكثير من السُلطان المُبين في مُحكم الذكر ولسوف نُسيطر عليهم بالحقّ وإنا لصادقون، ومن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر.

ويا أيها العضو (بنور)، أهلاً وسهلاً بك في طاولة الحوار فإنّي أراكم تخلطون بين صلاة النافلة وصلاة الفرض أفلا تتقون؟ ألا وإنّ ميقات الصلاة الجبرية ميقاتٌ معلوم، وميقات الصلاة النافلة الطوعية تجدونه مُطلقاً وليس معلوماً، وسوف تجدون في مُحكم الكتاب أنّ صلاة النافلة ليس لها ميقاتٌ معلوم، وأما الصلوات الفرضية الجبريّة فلها ميقاتٌ معلوم في مُحكم الكتاب، ولكن أخانا هداه الله لم يفرّق بين صلوات النافلة الطوعيّة وبين الفرضيّة! ألم تجد أنّ النافلة ليس لها ميقاتٌ معلوم؟ وقال الله تعالى:
{يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ ﴿1﴾ قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا ﴿2﴾ نِّصْفَهُ أَوِ انقُصْ مِنْهُ قَلِيلًا ﴿3﴾ أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا ﴿4﴾} صدق الله العظيم [المزمل].

وإنما تلك هي صلاة النافلة الليلية. تصديقاً لقول الله تعالى:
{وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَّكَ عَسَىٰ أَن يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَّحْمُودًا ﴿79﴾} صدق الله العظيم [الإسراء].

بل نافلة الليل السرّيّة لهي أشدُّ وطأً على القلب لمن ذكر الله خالياً ففاضت عيناه تصديقاً لقول الله تعالى:
{إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْئًا وَأَقْوَمُ قِيلًا ﴿6﴾}صدق الله العظيم [المزمل].

وكذلك بيّن الله لكم أن صلاة النافلة الطوعيّة ليس لها ميقاتٌٍ معلومٌ، بل تكون ليلاً في أي وقتٍ من الليل أو نهاراً في أي وقتٍ من النهار لمن يشاء صلاة النافلة. تصديقاً لقول الله تعالى:
{إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْئًا وَأَقْوَمُ قِيلًا ﴿6﴾ إِنَّ لَكَ فِي النَّهَارِ سَبْحًا طَوِيلًا ﴿7﴾} صدق الله العظيم [المزمل]، وهي فرديّة ولذلك قال الله تعالى: {وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلًا ﴿8﴾} صدق الله العظيم [المزمل].

وأما صلوات الفرض فتجدون لها ميقاتاً معلوماً بقول الله تعالى:
{حِينَ} وذلك تحديد ميقاتٌ معلوم للتسبيح في صلاة الفرض، ولذلك قال الله تعالى: {فَسُبْحَانَ اللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ ﴿17﴾} صدق الله العظيم [الروم].

وكما قلنا إنّ البيان الحقّ لقول الله تعالى:
{فَسُبْحَانَ اللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ} صدق الله العظيم، وتلك هي الصلاة الأولى وهي صلاة المغرب ويليها العشاء، وأما قول الله تعالى: {وَحِينَ تُصْبِحُونَ} صدق الله العظيم، وتلك صلاة الفجر وذلك لأنّ الصلوات المفروضات لهن ميقاتٌ معلومٌ وليس مُطلق كميقات صلاة النافلة في أي وقتٍ من الليل أو النهار، بل ميقات الصلوات المفروضات كتابٌ موقوت. تصديقاً لقول الله تعالى: {فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ ۚ إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَّوْقُوتًا ﴿103﴾} صدق الله العظيم [النساء].

وأما ميقات صلوات النافلة فتجده مُطلقاً وليس معلوماً، ولذلك قال الله تعالى:
{يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ ﴿1﴾ قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا ﴿2﴾ نِّصْفَهُ أَوِ انقُصْ مِنْهُ قَلِيلًا ﴿3﴾ أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا ﴿4﴾} صدق الله العظيم [المزمل].

فما خطبكم يا معشر القُرآنيّين تخلطون بين الآيات لصلوات النافلة وآيات صلوات الفرض، أفلا تتقون؟ ويا معشر عُلماء الأُمة من خُطباء المنابر المشهورين ومُفتي الديار، أليس فيكم رجُلٌ رشيد شُجاع لا يخاف في الله لومة لائم فيقوم بتنزيل صورةً له مع اسمه الثلاثي ومن ثم نتحرّى من حقيقة شخصيّته لكي نكمل بيان الصلوات المفروضات؟

ولربما يودّ أحد الباحثين عن الحقّ أن يقاطعني فيقول: قال الله تعالى:
{أَمَّا مَنِ اسْتَغْنَىٰ ﴿5﴾ فَأَنتَ لَهُ تَصَدَّىٰ ﴿6﴾ وَمَا عَلَيْكَ أَلَّا يَزَّكَّىٰ ﴿7﴾ وَأَمَّا مَن جَاءَكَ يَسْعَىٰ ﴿8﴾ وَهُوَ يَخْشَىٰ ﴿9﴾ فَأَنتَ عَنْهُ تَلَهَّىٰ ﴿10﴾} صدق الله العظيم [عبس]. ومن ثُمّ يردّ عليه المهديّ المُنتظَر بالجواب المُختصر ونقول: إنّما الصلوات المفروضات خمس صلوات لكُل صلاة ركعتان أحدهن الصلاة الأُحادية وهي الصلاة الوسطى وهي صلاة الفجر، وقبلها فرضان لا يفترقان جمع تقديم أو جمع تأخير، وبعدها فرضان لا يفترقان جمع تقديمٍ أو جمع تأخيرٍ في سفرٍ أو في حضرٍ. وإذا لم يُهيمن عليكم المهديّ المُنتظَر من مُحكم الذكر فلستُ المهديّ المُنتظَر.

فاشهدوا بالحقّ يا معشر الأنصار السابقين الأخيار ، ولم يجعلني الله من الشيعة الاثني عشر ألدّ أعداء المهديّ المُنتظَر الحقّ من ربهم. ولم يجعلني الله من أهل السنة المُعرضين عن المهديّ المُنتظَر الحقّ من ربهم، ولم يجعلني الله من القُرآنيّين الذين يقولون على الله ما لا يعلمون ويخلطوا بين آيات صلاة النافلة الطوعيّة وآيات الفرض الجبريّة، وإني أراك تقسم يا بنور ولكن الله لن يبرّ قسمك لأنّه قسمٌ بالباطل من غير علمٍ ولا سُلطان.

ويا بنور إنّي المهديّ المُنتظَر أقول لك قولاً بليغاً بالحقّ اتّقِ الله ولا تقُل على الله ما لا تعلم ومن ثُمّ يجعل الله لك فُرقاناً فتبصر نور البيان، أما حين يراك الله تجازف ولا تُبالي فتقول على الله ما لا تعلم علم اليقين إنّه الحقّ من ربّك فلن يجعل الله لك فُرقاناً ولن تبصر نور البيان. أفلا تعلم أنّ القسم بالرحمن لا يزال يحتاج إلى بُرهان؟ أم تُريد أن تجعل السُلطان هو القسم؟ هيهات هيهات .. إذاً لأصبح الشياطين هم أئمة المُسلمين لكثرة قسمهم بالباطل وهم يعلمون أنّهم على الباطل. وقال الله تعالى:
{أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ تَوَلَّوْا قَوْمًا غَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِم مَّا هُم مِّنكُمْ وَلَا مِنْهُمْ وَيَحْلِفُونَ عَلَى الْكَذِبِ وَهُمْ يَعْلَمُونَ ﴿14﴾ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا ۖ إِنَّهُمْ سَاءَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴿15﴾ اتَّخَذُوا أَيْمَانَهُمْ جُنَّةً فَصَدُّوا عَن سَبِيلِ اللَّهِ فَلَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ ﴿16﴾ لَّن تُغْنِيَ عَنْهُمْ أَمْوَالُهُمْ وَلَا أَوْلَادُهُم مِّنَ اللَّهِ شَيْئًا ۚ أُولَٰئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ ۖ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ﴿17﴾ يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ جَمِيعًا فَيَحْلِفُونَ لَهُ كَمَا يَحْلِفُونَ لَكُمْ ۖ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ عَلَىٰ شَيْءٍ ۚ أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْكَاذِبُونَ ﴿18﴾ اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطَانُ فَأَنسَاهُمْ ذِكْرَ اللَّهِ ۚ أُولَٰئِكَ حِزْبُ الشَّيْطَانِ ۚ أَلَا إِنَّ حِزْبَ الشَّيْطَانِ هُمُ الْخَاسِرُونَ ﴿19﴾} صدق الله العظيم [المجادلة].

فإذا لم تتّبعوا الحقّ يا معشر الشيعة والسُّنة فسوف تضيّعون صلاةً مفروضةً في يوم الجمعة وهي صلاة الظهر، ولكنّ الله يعلم إنّه أذن لكم أن تصلوا الظُهر والعصر جمع تقديم أو جمع تأخير، وذلك حتى تصلوا الظُهر والعصر في يوم الجمعة جمع تأخير نظراً لأنّه أُحلّ في ميقات صلاة الظُهر صلاة الجمعة الواجبة، ولكن لا ينبغي لصلاة الواجبة أن تحلّ محل الفرض الجبري أفلا تتقون؟ وكذلك الحكمة من الجمع بين الصلوات وذلك حتى تستطيعوا في رمضان أن تجمعوا صلاة المغرب مع صلاة العشاء جمع تأخير، وذلك لأنّكم صائمون وجائعون تُريدون أن تأكلوا وتشربوا ولذلك أحلّ الله لكم أن تجمعوا صلاة المغرب مع صلاة العشاء وما جعل عليكم في الدين من حرج، وكذلك الحكمة من جمع صلاة الظُهر بالعصر جمع تأخير أو جمع تقديم وذلك حتى لا تضيعوا صلاةً مفروضةً في يوم الجمعة. ويا عجبي منكم يا إخواني فكيف إنّكم تضيّعون صلاة الظُهر في يوم الجمعة في الحضر مع إنّكم تقيمونها في السفر أليس ذلك شيءٌ عجاب! أفلا تتفكرون؟

وسلامٌ على المُرسلين، والحمدُ لله ربّ العالمين..
الإمام المهديّ بالقُرآن المجيد إلى صراط العزيز الحميد عبد النعيم الأعظم؛ ناصر مُحمد اليماني.
_______________