الإمام ناصر محمد اليماني
26 - 07 - 1433 هـ
16 - 06 - 2012 مـ
05:18 صباحاً

[ لمتابعة رابط المشاركة الأصلية للبيان ]

https://nasser-alyamani.org/showthread.php?p=47544
ـــــــــــــــــــــ


الخير من الله، والمصيبة من الله بسببٍ من عند الإنسان، ولا يظلم ربّك أحداً ..

اقتباس المشاركة : آمنت بنعيم رضوان الله
بسم الله الرحمن الرحيم.. الحمد لله على كل حال، وصلى الله وسلم على محمد وآله ومنهم الإمام المهدي المنتظر..

قال تعالى:
{وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً}[الانبياء: من الآية 35] .

1- ماأنواع الفتنة التي يٌبتلى بها الإنسان؟
2- مصادر الشر.. من أين؟
3- مصادر الخير.. من أين؟
4- ما نعرفه ومتيقّنون منه إنّ الله (سبحانه وتعالى) لا يريد لعباده الشر، فما قصده (تعالى) في الآية أعلاه؟
5- هل يوجد بيان مباشر من بيانات الإمام يخص الآية ذاتها؟.

وسلامٌ على المرسلين والحمدُ لله رب العالمين.
انتهى الاقتباس من آمنت بنعيم رضوان الله
بسم الله الرحمن الرحيم، وسلامٌ على المُرسَلين والحمدُ للهِ ربِّ العالمين..
ويا أحبتي في الله إني أراكم تتجادلون في بيان قول الله تعالى:
{كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَنَبْلُوكُم بِالشَّرِّ‌ وَالْخَيْرِ‌ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْ‌جَعُونَ} صدق الله العظيم [الأنبياء:35].

فلو يتمّ اعتماد ظاهر هذه الآية أنّ الخير والشر من عند الله لكان بياناً مخالفاً لقول الله تعالى:
{مَا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللَّهِ وَمَا أَصَابَكَ مِنْ سَيِّئَةٍ فَمِنْ نَفْسِكَ وَأَرْسَلْنَاكَ لِلنَّاسِ رَسُولًا} صدق الله العظيم [النساء:79].

وبقي السؤال عن البيان الحقّ لقول الله تعالى:
{كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَنَبْلُوكُم بِالشَّرِّ‌ وَالْخَيْرِ‌ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْ‌جَعُونَ} صدق الله العظيم [الأنبياء:35].

ومن ثم نفتي بالحقّ ونقول: إنّما المصيبة هي الشرّ وهي بقدرٍ من عند الله بسبب ذنبٍ ارتكبه صاحب المصيبة، تصديقاً لقول الله تعالى:
{فَكَيْفَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ} صدق الله العظيم [النساء:62].

إذاً الشر من عند الله ولكن من غير ظلمٍ؛ بل سببُ شرّ المصيبة هي بسبب ما قدمته أيديهم من قبل ولم يتوبوا إلى ربّهم قبل مجيء قدر تحقيق المصيبة، وقال الله تعالى:
{أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُم مُّصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُم مِّثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّىٰ هَـٰذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِندِ أَنفُسِكُمْ إِنَّ اللَّـهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴿165﴾} صدق الله العظيم [آل عمران:165].

وقال الله تعالى:
{وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ‌ ﴿٣٠﴾} صدق الله العظيم [الشورى].

كون المصائب من الله هي بسبب ذنوبٍ من عند الإنسان برغم أنّ الله لا يصيبه بالمصيبة من بعد فعل السوء مباشرةً؛ بل يعطيه الله مهلةً علّه ينيب إلى ربّه فيتوب فإذا تاب فيُبرِئ الله تحقيق المصيبة في الكتاب فلا تصيبه، تصديقاً لقول الله تعالى:
{مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِّن قَبْلِ أَن نَّبْرَأَهَا إِنَّ ذَٰلِكَ عَلَى اللَّـهِ يَسِيرٌ ﴿٢٢﴾} صدق الله العظيم [الحديد:22].

فاتقوا الله عباد الله، فما أصابكم من خير فمن الله، وما أصابكم من شرّ فمن الله بسببٍ من عند أنفسكم، ولا يظلم ربّك أحداً، وقال الله تعالى:
{وَإِن تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ يَقُولُوا هَـٰذِهِ مِنْ عِندِكَ قُلْ كُلٌّ مِّنْ عِندِ اللَّـهِ فَمَالِ هَـٰؤُلَاءِ الْقَوْمِ لَا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ حَدِيثًا ﴿٧٨﴾ مَّا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللَّـهِ وَمَا أَصَابَكَ مِن سَيِّئَةٍ فَمِن نَّفْسِكَ وَأَرْ‌سَلْنَاكَ لِلنَّاسِ رَ‌سُولًا وَكَفَىٰ بِاللَّـهِ شَهِيدًا ﴿٧٩﴾} صدق الله العظيم [النساء].

وسلامٌ على المُرسَلين، والحمدُ للهِ ربِّ العالمين..
أخوكم؛ الإمام المهدي ناصر محمد اليماني.
ــــــــــــــــــــــ