- 9 -
الإمام ناصر محمد اليماني
08 - 09 - 1431 هـ
18 - 08 - 2010 مـ
02:20 صباحاً

[ لمتابعة رابط المشاركة الأصليّة للبيان ]
https://nasser-alyamani.org/showthread.php?p=6885
ـــــــــــــــــــــ



حسبي الله ونعم الوكيل ..


بسم الله الرحمن الرحيم، وسلامٌ على المُرسلين، والحمدُ لله ربّ العالمين..
فاسمع يا هذا، إنك تفتي بتبرج المرأة فتُخالف أمر الله في محكم كتابه في قول الله تعالى:
{وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاء بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاء بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُوْلِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاء وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِن زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} صدق الله العظيم [النور:31].

ولكن أحمد عيسى إبراهيم أفتى المرأة بالتبرج وأفتى بما يلي:
اقتباس المشاركة :
إن تغطية الوجه والكفين من قبل المرأة أمام الأجانب هي بدعة ذكورية ابتدعها السلف وفيها خروج عن شرع الله فالوجه والكفين هي من زينة المرأة الظاهرة وهي هويتها ولا يجوز تغطيتها أمام أي إنسان.
انتهى الاقتباس
وقد استند أحمد عيسى إبراهيم على قول الله تعالى:{وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا} صدق الله العظيم، وتلك الزينة التي استثناها الله فيأذن للمرأة أن تظهرها فليس ذلك للأجانب بل للأقارب بشكلٍ عام يأذن الله لها أن تظهر زينتها الظاهرة وهي الوجه والكفين والأقدام من الجسد ويغطي باقي الجسد ثوبها الذي يستر جسدها عن أقاربها بل تبدي لهم زينتها الظاهرة، وذلك حجابها أمام المحارم. وأما حجابها عن الأجانب فتجدون فتوى الله للمرأة المؤمنة بعدم التبرّج فأمرها بالحجاب الشامل. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاء بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاء بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُوْلِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاء وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِن زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} صدق الله العظيم [النور:31]. فمن الذي يُحرّف كلام الله عن مواضعه يا شيخ أحمد، أفلا تتقِ الله؟

وبالنسبة لعرض المرأة على الرجل بالزواج فيأذن الله لها أن تكشف له عن وجهها بغرض عرض الزواج ويأذن الله له رؤيتها. تصديقاً لقول الله تعالى:
{وَلا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا عَرَّضْتُمْ بِهِ مِنْ خِطْبَةِ النِّسَاءِ أَوْ أَكْنَنتُمْ فِي أَنفُسِكُمْ عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ سَتَذْكُرُونَهُنَّ وَلَكِنْ لا تُوَاعِدُوهُنَّ سِرًّا إِلاَ أَنْ تَقُولُوا قَوْلاً مَعْرُوفًا وَلا تَعْزِمُوا عُقْدَةَ النِّكَاحِ حَتَّى يَبْلُغَ الْكِتَابُ أَجَلَهُ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي أَنفُسِكُمْ فَاحْذَرُوهُ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ} صدق الله العظيم [البقرة:235].

ومن النساء من تعرض نفسها على النّبيّ للزواج فحتماً تكشف له عن وجهها إن أراد أن يستنكحها. تصديقاً لقول الله تعالى:
{وَامْرَأةً مُّؤْمِنَةً إِنْ وَهَبَتْ نَفْسَهَا لِلنَّبِيِّ إِنْ أَرَادَ النَّبِيُّ أَن يَسْتَنكِحَهَا خَالِصَةً لَّكَ مِن دُونِ الْمُؤْمِنِينَ} صدق الله العظيم[الأحزاب:50].

فحتماً ستكشف عن وجهها بغرض عرض الزواج عليه إن يشأ عليه الصلاة والسلام، ولكن ذلك من قبل تحديد زوجات النّبيّ فلن يستطيع محمدٌ رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- أن يتزوج بمن تعرض عليه بغرض الزواج حتى ولو أعجبه حُسنها. تصديقاً لقول الله تعالى:
{لَا يَحِلُّ لَكَ النِّسَاءُ مِنْ بَعْدُ وَلَا أَنْ تَبَدَّلَ بِهِنَّ مِنْ أَزْوَاجٍ وَلَوْ أَعْجَبَكَ حُسْنُهُنَّ إِلَّا مَا مَلَكَتْ يَمِينُكَ} صدق الله العظيم [الأحزاب:52].

ولكنك أوّلت هذه الآية بغير الحقّ لتجعلها بالظنّ الذي لا يغني عن الحقّ شيئاً، فتجعلها توافق ما تهواه نفسك من رؤية المرأة المتبرِّجة، وقال الله تعالى:
{إِن يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظنّ وَمَا تَهْوَى الأنفُسُ وَلَقَدْ جَاءهُم مِّن رَّبِّهِمُ الْهُدَى} صدق الله العظيم [النجم:23].

فأمّا ما تهواه أنفسهم فتجده في قول الله تعالى:
{وَإِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً قَالُوا وَجَدْنَا عَلَيْهَا آبَاءَنَا وَاللَّهُ أَمَرَنَا بِهَا قُلْ إِنَّ اللَّهَ لَا يأمر بِالْفَحْشَاءِ أَتَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ} صدق الله العظيم [الأعراف:28].

ويا شيخ أحمد، وتالله إنّ في قلبك زيغٌ عن آيات الكتاب المحكمات البيّنات لعالِم الأمّة وجاهلها ومنهن قول الله تعالى:
{وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاء بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاء بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُوْلِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاء وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِن زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} صدق الله العظيم، فتلك هي الزينة الظاهرة ولم يأمرها أن تتعرّى أمام الأقارب؛ بل تلك هي التي ما ظهر منها ويقصد للأقارب وليس للأجانب، ومن ثمّ تمّ حجب زينتها كاملةً عن الأجانب بقول الله تعالى: {وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاء بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاء بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُوْلِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاء وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِن زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} صدق الله العظيم.

ويا شيخ أحمد بالله عليك أفلا ترى أنّ بيانك للقرآن يفتقد السلطان البيّن تماماً؟ بل تأتي بالتأويل من عند نفسك برأيك وليس من عند الله وتتّبع آيات لا يزلنّ بحاجةٍ للبيان حتى تُأوِّلها أنت التأويل الذي يناسب هواك ومُبتغاك، ولذلك في قلبك زيغٌ عن الحقّ كونك تعرض عن آيات أمّ الكتاب في قلب وذات موضوع حجاب المرأة فتذرهنّ وراء ظهرك فتتّبع آياتٍ لا يزلنّ بحاجة للتأويل. وقال الله تعالى:
{هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أمُّ الكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُوْلُوا الأَلْبَابِ} صدق الله العظيم [آل عمران:7].

وأفتي بالحقّ أنّك من الذين قال الله عنهم:
{فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُوْلُوا الأَلْبَابِ} صدق الله العظيم.

ولو يتدبّر أولو الألباب في بيانك وبيان ناصر محمد اليماني لوجدوا أنّ بيانك يخلو من البرهان على صدق قولك كونك تأتي بالبيان للقرآن من عند نفسك، وأمّا ناصر محمد اليماني فيأتي بالبيان قرآناً محكماً من آيات الكتاب البيّنات المحكمات هُنّ أمّ الكتاب في قلب وذات الموضوع، كمثل فتوى ناصر محمد اليماني بحجب كامل زينة المرأة عن الأجانب ومن ثمّ آتي بالبرهان المبين آيةً محكمةً من آيات أمّ الكتاب وهي قول الله تعالى:
{وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاء بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاء بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُوْلِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاء وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِن زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} صدق الله العظيم.

فتبيّن لكم أنّ الله أمر المرأة بالحجاب التام عن الأجانب ويبدين ما ظهر منها للأقارب، وأرى أنّك قد تلجّمت يا شيخ أحمد في بيان الإمام ناصر محمد اليماني عن حجاب المرأة الشامل أمام الأجانب وحجاب المرأة الجزئي أمام الأقارب، ومن ثمّ ذهبت لتفتري على ناصر محمد اليماني أنه يحرّف الكلم عن مواضعه، ويا سُبحان ربي، كيف أنك تقترف سوءًا ومن ثمّ ترمي به ناصر محمد اليماني! فمن الذي يحرّف الكلم عن مواضعه المقصودة فهل هو فضيلة الشيخ أحمد عيسى إبراهيم أم الإمام ناصر محمد اليماني؟ ولسوف يتبيّن للباحثين عن الحقّ من خلال البرهان لما يقوله ناصر محمد اليماني والذي يقوله أحمد عيسى إبراهيم ولسوف يجدون أنّ بيانك معدومٌ من البرهان البيّن والمحكم من كتاب الله بل تأتي بآية لا تزال بحاجة للبيان ومن ثمّ تفسرها أنت تفسيراً من عند نفسك. كمثال قول الله تعالى:
{لَا يَحِلُّ لَكَ النِّسَاءُ مِنْ بَعْدُ وَلَا أَنْ تَبَدَّلَ بِهِنَّ مِنْ أَزْوَاجٍ وَلَوْ أَعْجَبَكَ حُسْنُهُنَّ إِلَّا مَا مَلَكَتْ يَمِينُكَ} صدق الله العظيم [الأحزاب:52].

ومن ثمّ يستنبط لنا أحمد إبراهيم من الآية قول الله تعالى:
{وَلَوْ أَعْجَبَكَ حُسْنُهُنَّ إِلَّا مَا مَلَكَتْ يَمِينُكَ} صدق الله العظيم، ومن ثمّ يريد أن يؤسِّسَ على ذلك فتوى التبرّج للنساء بشكلٍ عام للأجانب، ويا سبحان ربي! ألم تجد إنّ الآية تتكلم عن الزواج؟ فالتي شاهدَ وجهها النبيُّ إنما كان بسبب أنها عرضت الزواج عليه ويحقّ لها أن تكشف عن وجهها ما دام بغرض الزواج، ولكن قد جاء النهي عن ذلك بتحديد الزوجات وانتهى الأمر يا رجل، ولكنك أعرضت عن آيات الكتاب المحكمات هُنّ أمّ الكتاب في باب الحجاب للمرأة كمثل قول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاء الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً} صدق الله العظيم [الأحزاب:59].

فإذا كانت زوجات النبيّ وهُنّ أمهات المؤمنين حرّم الله على المؤمنين أن يظهروا على رؤيتهنّ في بيوتهن لأنهنّ لم يرتدينَ الحجاب الكامل في بيوتهن بل فقط حجاب الأقارب. ولذلك قال الله تعالى:
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلَّا أَن يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلَى طَعَامٍ غَيْرَ نَاظِرِينَ إِنَاهُ وَلَكِنْ إِذَا دُعِيتُمْ فَادْخُلُوا فَإِذَا طَعِمْتُمْ فَانتَشِرُوا وَلَا مُسْتَأْنِسِينَ لِحَدِيثٍ إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ يُؤْذِي النَّبِيَّ فَيَسْتَحْيِي مِنكُمْ وَاللَّهُ لَا يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعاً فَاسْأَلُوهُنَّ مِن وَرَاء حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ وَمَا كَانَ لَكُمْ أَن تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ وَلَا أَن تَنكِحُوا أَزْوَاجَهُ مِن بَعْدِهِ أَبَداً إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ عِندَ اللَّهِ عَظِيماً} صدق الله العظيم [الأحزاب:53].

فانظر لقول الله تعالى:
{وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعاً فَاسْأَلُوهُنَّ مِن وَرَاء حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ وَمَا كَانَ لَكُمْ أَن تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ وَلَا أَن تَنكِحُوا أَزْوَاجَهُ مِن بَعْدِهِ أَبَداً إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ عِندَ اللَّهِ عَظِيماً} صدق الله العظيم، برغم أن نساء النّبيّ هُنَّ أمهاتهم في الدين، وقال الله تعالى: {النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ} صدق الله العظيم [الأحزاب:6]، وبرغم ذلك فلم يأذن الله للمؤمنين الدخول عليهن وهنّ غير محجباتٍ بالحجاب التام لأنهنّ في بيوتهن حتماً لا يرتدين إلا حجاب الأقارب الذين يدخلون عليهنّ، ويظهر من زينتهن وجوههن وأيديهن وحليهن، ولذلك نهى الله المؤمنين الأجانب من الدخول عليهنّ. وقال الله تعالى: {وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعاً فَاسْأَلُوهُنَّ مِن وَرَاء حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ وَمَا كَانَ لَكُمْ أَن تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ وَلَا أَن تَنكِحُوا أَزْوَاجَهُ مِن بَعْدِهِ أَبَداً إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ عِندَ اللَّهِ عَظِيماً} صدق الله العظيم، برغم أنّ صحابة رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - ينادون زوجات النبي: يا أمي "فلانة"، وبرغم ذلك قال الله تعالى: {وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعاً فَاسْأَلُوهُنَّ مِن وَرَاء حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ وَمَا كَانَ لَكُمْ أَن تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ وَلَا أَن تَنكِحُوا أَزْوَاجَهُ مِن بَعْدِهِ أَبَداً إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ عِندَ اللَّهِ عَظِيماً} صدق الله العظيم. وسبب عدم نكاحهن من بعده - عليه الصلاة والسلام - لأنهنّ أمهات المؤمنين. تصديقاً لقول الله تعالى: {النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ} صدق الله العظيم [الأحزاب:6].

ولذلك جاء الأمر بالتحريم على النّبيّ أن يبدلهنّ بأزواجٍ أخريات لأنه لا يحلّ لأحدٍ أن يتزوجهن. تصديقاً لقول الله تعالى:
{لَا يَحِلُّ لَكَ النِّسَاءُ مِنْ بَعْدُ وَلَا أَنْ تَبَدَّلَ بِهِنَّ مِنْ أَزْوَاجٍ وَلَوْ أَعْجَبَكَ حُسْنُهُنَّ إِلَّا مَا مَلَكَتْ يَمِينُكَ} صدق الله العظيم [الأحزاب:52].

فمن الذي يحرّف الكلم عن مواضعه يا فضيلة الشيخ أحمد عيسى إبراهيم؟ عفا الله عنك إن هذا إلا بهتانٌ مبينٌ تتهم به ناصر محمد اليماني أنه يحرّف الكلم عن مواضعه المقصودة بينما ذلك الوصف ينطبق عليك تماماً وليس على ناصر محمد اليماني كون ناصر محمد اليماني إنما هو مُكلفٌ بتفصيل القرآن بالقرآن، ولذلك لا تجدون ناصر محمد اليماني يأتيكم البرهان من عند نفسه بل يأتيكم بالبرهان من ذات القرآن، وذلك لأن الله أنزل تفصيله فيه ليجعل القرآن يفصّل بعضه بعضاً، ولذلك أستنبط لكم حُكم الله من ذات القرآن لأن الله أنزل تفصيله فيه. تصديقاً لقول الله:
{أَفَغَيْرَ اللّهِ أَبْتَغِي حَكَماً وَهُوَ الَّذِي أَنَزَلَ إِلَيْكُمُ الْكِتَابَ مُفَصَّلاً} صدق الله العظيم [الأنعام:114].

فإذا رجعتم إلى تفصيله فستتبيّن لكم نقطةٌ ليست مبيّنةً في الآية الأخرى كمثال قول الله تعالى:
{وَلاَ تَقُولُواْ لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبيلِ اللّهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاء وَلَكِن لاَّ تَشْعُرُونَ} صدق الله العظيم [البقرة:154].

فإذا اتبعتم الظنّ فحتماً سوف تعتقدون أنّ الشهداء أحياءٌ في قبورهم وإنما لا تشعرون بحياتهم من حولكم، ولكن حين تتقون الله فَتَأبَون أن تطيعوا أمر الشيطان الذي أمركم أن تقولوا على الله ما لا تعلمون ثم لا تقولوا على الله ما لا تعلمون ومن ثم ترجعوا إلى تفصيل القرآن فيه فسوف يبين لكم أنّ الشهداء ليسوا أحياءً في الحياة الدُنيا بل أحياء عند ربهم يُرزقون في جنة المأوى. تصديقاً لقول الله تعالى:
{وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّـهِ أَمْوَاتًا ۚ بَلْ أَحْيَاءٌ عِندَ رَ‌بِّهِمْ يُرْ‌زَقُونَ ﴿١٦٩﴾ فَرِ‌حِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّـهُ مِن فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُ‌ونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِم مِّنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ﴿١٧٠﴾} صدق الله العظيم [آل عمران].

كمثل الرجل الذي أعلن إيمانه بين يدي قومه ومن ثمّ قاموا بقتله. وقال الله تعالى:
{قِيلَ ادْخُلِ الْجَنَّةَ قَالَ يَا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ ﴿٢٦﴾ بِمَا غَفَرَ‌ لِي رَ‌بِّي وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُكْرَ‌مِينَ ﴿٢٧﴾} صدق الله العظيم [يس].

ولذلك تجدون أنّ القرآن آية تفصّل آية أخرى ولذلك تجدون إنّ بيان ناصر محمد اليماني للقرآن بيانٌ مُترابطٌ مُحكمٌ يفصّل بعضه بعضاً، إذاً ناصر محمد اليماني لا يأتيكم بالبيان من رأسه من ذات نفسه بل آتيكم بتفصيله من ذات القرآن العظيم فأدعوكم إلى الله ليحكم بينكم بالحقّ فيما كنتم فيه تختلفون في الدين، ولن أحكم بينكم من رأسي من ذات نفسي وإنما أستنبط لكم حكم الله بينكم من تفصيله من ذات القرآن. تصديقاً لقول الله تعالى:
{أَفَغَيْرَ اللّهِ أَبْتَغِي حَكَماً وَهُوَ الَّذِي أَنَزَلَ إِلَيْكُمُ الْكِتَابَ مُفَصَّلاً} صدق الله العظيم [الأنعام:114]، وقال الله تعالى: {وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ} صدق الله العظيم [المائدة:50].

إذاً فمن أعرض عن أحكام ناصر محمد اليماني فإنه قد أعرض عن حُكم الله ربّ العالمين ومن خالفه فإنه في نار جهنم وساءت مصيراً، إلا أن تجدوا ناصر محمد اليماني أنّ بيانه للقرآن ليس إلا كمثل بيان الشيخ أحمد عيسى إبراهيم باتباع الظنّ الذي لا يغني من الحقّ شيئاً فلم يجعل الله ذلك حُجّةً عليكم فكيف يجعل الله الباطل حجّةً؟ سبحانه! وذلك لأنّ القول على الله بالظنّ الذي لا يغني من الحقّ شيئاً ليس من أمر الله بل من أمر الشيطان الرجيم كما أفتاكم الله عن أمر الشيطان حتى لا تتبعوه. وقال الله تعالى:
{إِنَّمَا يأمركُمْ بِالسُّوءِ وَالْفَحْشَاءِ وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ} صدق الله العظيم [البقرة:169].

وأما كيف إنّ العالم يقول على الله ما لم يعلم وذلك حين يفتي في شيء حسب رأيه اجتهاداً منه بغير سُلطان العلم من الرحمن فذلك هو القول على الله بما لا يعلم أنّه الحقّ من لدن حكيمٍ عليمٍ، وهُنا يتبيّن لكم سرّ تفوق الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني على كافة الذين حاوروه من علماء الأمّة وذلك لأني لا أقول على الله بما لا أعلم أنه الحقّ من لدن حكيمٍ عليمٍ ولا أُجادلكم بوحيٍ جديدٍ بل بآيات الكتاب البيّنات من القرآن المجيد الذي بين أيديكم.

ويا أحبتي الأنصار السابقين الأخيار أفلا تعلمون أنّكم لو تجدوا أنّ هُناك عالِم قد أقام الحجّة على ناصر محمد اليماني في مسألةٍ ما ومن ثم تُجادلوا الخصم في الحوار فوقفتم إلى جانب ناصر محمد اليماني فتقولون أنّ الحقّ معه فلو كنتم ترونه مع فضيلة الشيخ أحمد عيسى إبراهيم إذاً فقد أخذتكم العزّة بالإثم وتعصبتم التعصب الأعمى وهذا مُحرّم على الأنصار السابقين الأخيار؛ بل عليهم أن يجنحوا مع الحقّ أينما يرونه. ولكن هيهات هيهات وأقسمُ برب الأرض والسماوات قسم البار بالحقّ وليس قسم كافرٍ ولا فاجر لا يستطيع أن يغلب المهديّ المنتظَر من محكم الذكر المحفوظ من التحريف أحدٌ في خلق الله أجمعين من الملائكة والجنّ والأنس ومن كُلّ جنسٍ، وليس تحدي الغرور وطاولة الحوار هي الحكم.

ونشكر طاقم مجلس الإدارة وعلى رأسهم حبيبي في الله الحُسين بن عُمر على صبرهم وتحملهم للشيخ أحمد عيسى ومن على شاكلته وعدم حظر عضويته وبيانه فذلك ما يسعد الإمام المهديّ ويرضي نفسه، وذلك حتى يتسنى للإمام المهديّ بيان القرآن للعالمين ونُفصّله تفصيلاً، وإنما جعل الله الذين يجادلون ناصر محمد اليماني من أسباب البيان ليحيى من يحيى عن بيّنة ويهلك من هلك عن بيّنة، ولكن حين يستشيط أحد طاقم الإدارة غضباً من أحد الذين يجادلون بغير علمٍ فيقوم بطرده وحظر عضويته فذلك ما يحزن الإمام المهديّ كثيراً إلا أن يكون بقرارٍ وأمرٍ من الإمام ناصر محمد اليماني من بعد إقامة الحجّة واستكمال البيان في تلك النقطة وهو لا يزال يضيع وقتنا، فهنا يحقّ للإمام ناصر محمد اليماني أن يتخذ القرار بحظر من يضيع وقتنا بغير الحقّ بعد إقامة الحجّة عليه فنأمر الحُسين بن عُمر أن يجتثه من الموقع كشجرةٍ خبيثةٍ اُجتثت من فوق الأرض ما لها من قرار.

ولربّما يودّ أحد السائلين أن يقاطعني فيقول: "عجيب أمرك يا ناصر محمد اليماني فلماذا لا توجه ذلك الأمر على الخاص إلى الحسين بن عمر وأعضاء طاقم إدارة الحوار ولن يعصوا أمرك؟". ومن ثمّ يردّ عليهم المهديّ المنتظَر وأقول: أريد أن تبرأُ ذمّتي أمام الله والباحثين عن الحقّ جميعاً ليكونوا شهداء بالحقّ كون موقع ناصر محمد اليماني ليس كمثل أي موقع من مواقع عُلماء الأمّة، كلا وربي؛ بل هو أمرٌ من الله إلى المهديّ المنتظَر لفتح الحوار بين المهديّ المنتظَر ومن أظهرهم الله على هذا النبأ من البشر جميعاً مُسلمهم والكافر حتى يتبيّن لمن شاء منهم الحقّ، وأعضاء مجلس الإدارة يعلمون أنّ ناصر محمد اليماني لا يقول لهم أمراً آخر في هذا الشأن عبر الرسائل الخاصة إليهم وهم على ذلك لمن الشاهدين، فلا ينبغي لنا أن نُخادع الناس بل أمرنا الله معشر أئمة الكتاب أن نكون من الصادقين، وأمركم الله أن تكونوا مع الصادقين. تصديقاً لقول الله تعالى:
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَكُونُواْ مَعَ الصَّادِقِينَ} صدق الله العظيم [التوبة:119].

وأمّا كيف تعلمون أئمة الكتاب أنهم من الصادقين فالأمر هيّنٌ، فعليكم أن تنظروا إلى البرهان الذي يحاجوكم به فهل هي آياتٌ بيّناتٌ لعقولكم لكلّ ذي لسانٍ عربيٍ منكم عالِمكم وجاهلكم فأولئك قد جاءوا بالصدق وصدقوا به وأولئك هم الصادقون المتقون الذين لا يقولون على الله ما لا يعلمون. تصديقاً لقول الله تعالى:
{وَالَّذِي جَاء بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ أُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ} صدق الله العظيم [الزمر:33].

وذلك لأنّه يلزمهم البرهان من الرحمن وهو أن يزيدهم بسطةً في العلم على كافة عُلماء الأمّة في عصرهم إن كانوا حقاً من أئمة الكتاب من الذين اصطفاهم الله أئمة للناس من بعد الأنبياء فلا بُدّ أن يكونوا من الصابرين على الناس. تصديقاً لقول الله تعالى:
{وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ} صدق الله العظيم [السجدة:24].

ولا بدّ لأئمة الكتاب أنْ يكونوا من المُخلصين لربِّهم في عبادتهم لا يشركون في عبادتهم مع الله أحداً. تصديقاً لقول الله تعالى:
{وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الْخَيْرَاتِ وَإِقَامَ الصَّلَاةِ وَإِيتَاء الزَّكَاةِ وَكَانُوا لَنَا عَابِدِينَ} صدق الله العظيم [الأنبياء:73].

كون الذين لا يؤمنون بالله إلا وهم مُشركون قد ظلموا أنفسهم ظُلماً عظيماً فكيف يجعلهم الله أئمة يدعون الناس إليه إذاً لأردوهم في الإشراك كما يشركون. ولذلك قال الله تعالى:
{وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَاماً قَالَ وَمِن ذُرِّيَّتِي قَالَ لاَ يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ} صدق الله العظيم [البقرة:124].

ولكن الذين يقولون على الله ما لا يعلمون زعموا أنّه يقصد ظُلم الخطيئة ومن ثم أفتوا بعصمة الأئمة والمُرسلين، وإنهم لكاذبون. ولكنّ ناصر محمد اليماني كان من الخطّائين المذنبين فتاب إلى ربّه وأناب فاصطفاه الله للناس إماماً كريماً وأيَّده ببرهان صدق الإمامة وهو بسطةٌ في علم الكتاب على كافة علماء الأمّة ليجعل الله من اصطفاه للناس إماماً حكماً بالحقّ بين المُختلفين في الدين حتى يستطيعوا أن يوحّدوا شمل أمّتهم فيجعلوا من اتَّبعهم من الناس على صراطٍ مستقيمٍ كونهم يدعون إلى الله على بصيرةٍ من ربّهم وليس بالعلوم الظنيّة وقول الاجتهاد ومن ثم يقول "فإن أخطأت فمن نفسي"، فذلك قول الظنّ الذي لا يغني من الحقّ شيئاً، وأعوُذ بالله أن أكون من الذين يقولون على الله ما لا يعلمون.

وسلامٌ على المُرسلين، والحمدُ لله ربّ العالمين..
أخوكم الإمام ناصر محمد اليماني.
ــــــــــــــــــــ