- 6 -

الإمام المهديّ ناصر محمد اليمانيّ
16 - رمضان - 1431 هـ
26 - 08 - 2010 مـ
01:10 صباحًا
(بحسب التّقويم الرّسميّ لأم القُرى)

[لمتابعة رابط المشاركة الأصلية للبيان]
https://nasser-alyamani.org/showthread.php?p=7181
ـــــــــــــــــــــــــ



دعوة الإمام المهديّ إلى الذين غضب الله عليهم معذرةً إلى ربي ولعلهم يتقون ..

اقتباس المشاركة :
saedf
أخي المحترم كلام الامام حاشا أن ينقض بعضه بعضا قرأنا أوله وآخره فوجدنا المغزى الذي اقتبسناه نعم لو أن إبليس استغفر وندم من بعد الذنب لكان حاله حال كل تائب لكن كما قال الامام : وليس معنى ذلك أن الله سيغفر لشياطين فيهديهم إلى سبيل الحقّ هيهات هيهات ، فكيف يهدي الله قوم يعلمون علم اليقين أن الله حق ورسوله حق وآياته حق والبعث حق والنار حق ثم يكفرون بالحق وهم يعلمون أنهُ الحق من ربهم أولئك عليهم لعنة الله وملائكته والناس أجمعين تصديقاً لقول الله تعالى.
جعلنا الله وإياكم ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه
انتهى الاقتباس

بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمُرسلين وآله الطّيّبين الطّاهرين والتّابعين للحقّ إلى يوم الدين..

ويا أخي الكريم، فإن كنت تريد الحقّ فإنّي الإمام المهديّ أنطق لكم بالبُرهان المبين بمنطق الله في القرآن العظيم بآياتٍ بيِّناتٍ مُحكماتٍ هُنّ أمّ الكتاب ليعلم عباد الله جميعًا أنّ الله على كُل شيءٍ قديرٌ، فمن تاب وأناب إلى الله من بعد كُفره وإشراكه وفسوقه فمهما عظُمت ذنوبه ليجدنّ رحمة الله وسعت كُل شيء في خلقه أجمعين. تصديقًا لقول الله تعالى:
{وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُمْ بِآيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ} صدق الله العظيم [الأعراف:156].

وأما فتوى الإمام المهديّ أنّ الله لن يهدي الشياطين ولن يغفر لهم كونهم لم ينيبوا إلى ربّهم ليهدي قلوبهم ويغفر ذنوبهم، فأما من اتّقى فتاب وأناب فإن الله كان للأوابين غفورًا، ولذلك جاءت الفتوى من الله إلى كافة شياطين الجنّ والإنس في محكم كتابه أنّ من تاب وأناب إلى الله من قبل موته من بعد كفره ولعنه فإنّ الله سوف يغفر ذنبه ويرفع عنه غضبه ولعنته ومقته فيقبل توبته فيدخل في نطاق رحمته التي كتب على نفسه أن يغفر ذنب من تاب وأناب إليه من عباده جميعًا. وقال الله تعالى:
{وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ ﴿٨٥﴾ كَيْفَ يَهْدِي اللَّـهُ قَوْمًا كَفَرُوا بَعْدَ إِيمَانِهِمْ وَشَهِدُوا أَنَّ الرَّسُولَ حَقٌّ وَجَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَاللَّـهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ﴿٨٦﴾ أُولَـٰئِكَ جَزَاؤُهُمْ أَنَّ عَلَيْهِمْ لَعْنَةَ اللَّـهِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ ﴿٨٧﴾ خَالِدِينَ فِيهَا لَا يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذَابُ وَلَا هُمْ يُنظَرُونَ ﴿٨٨إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا مِن بَعْدِ ذَٰلِكَ وَأَصْلَحُوا فَإِنَّ اللَّـهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ﴿٨٩﴾} صدق الله العظيم [آل‌ عمران].

فانظر يا رجل لقول الله تعالى:
{كَيْفَ يَهْدِي اللَّـهُ قَوْمًا كَفَرُوا بَعْدَ إِيمَانِهِمْ وَشَهِدُوا أَنَّ الرَّسُولَ حَقٌّ وَجَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَاللَّـهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ﴿٨٦﴾ أُولَـٰئِكَ جَزَاؤُهُمْ أَنَّ عَلَيْهِمْ لَعْنَةَ اللَّـهِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ ﴿٨٧﴾ خَالِدِينَ فِيهَا لَا يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذَابُ وَلَا هُمْ يُنظَرُونَ ﴿٨٨﴾} صدق الله العظيم. فلم تفهم أنت المقصود من قول لله تعالى: {كَيْفَ يَهْدِي اللَّـهُ قَوْمًا كَفَرُوا بَعْدَ إِيمَانِهِمْ وَشَهِدُوا أَنَّ الرَّسُولَ حَقٌّ وَجَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَاللَّـهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ}؟ بمعنى كيف يهدي الله قوماً لم يتوبوا وينيبوا إلى ربّهم؛ بل ويعلمون أنّ محمدًا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حقٌّ، ويعرفون أنّه الحقّ من ربهم كما يعرفون أبناءهم ولكنهم للحقّ كارهون ويريدون أن يطفئوا نور الله، فكيف يهدي الله قلوبهم وقد علموا الحقّ من ربهم فأعرضوا عنه وكذَّبوه، فكيف يهديهم الله وهم لم يتوبوا وينيبوا إلى ربهم ليغفر ذنبهم وإسرافهم في أمرهم؟ ولذلك أفتاكم الله بالحقّ أنّه سوف يغفر للذين تابوا منهم وأنابوا إلى ربّهم من بعد أن غضب الله عليهم ولعنهم ثم تابوا إلى ربّهم ولم يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون ثم يجدوا الله غفوراً رحيماً. تصديقًا لقول الله تعالى: {إِلاَّ الَّذِينَ تَابُواْ مِن بَعْدِ ذَلِكَ وَأَصْلَحُواْ فَإِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} صدق الله العظيم.

فهل تعلم بالمقصود من قول الله تعالى:
{إِلاَّ الَّذِينَ تَابُواْ مِن بَعْدِ ذَلِكَ}؟ ويقصد القوم الذين كفروا بعد إيمانهم وشهدوا أنّ الرسول حقّ من ربّهم فكرهوا الحقّ من ربّهم وغضب عليهم وحلَّت عليهم لعنة الله والملائكة والناس أجمعين. ومن ثم أفتاهم الله بالحقّ أنّ ليس معنى ذلك أنهم لو يتوبون إلى ربهم أنه لن يغفر ذنوبهم؛ بل أفتاهم ربهم بالحقّ، وقال الله تعالى: {أُولَـٰئِكَ جَزَاؤُهُمْ أَنَّ عَلَيْهِمْ لَعْنَةَ اللَّـهِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ ﴿٨٧﴾ خَالِدِينَ فِيهَا لَا يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذَابُ وَلَا هُمْ يُنظَرُونَ ﴿٨٨﴾ إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا مِن بَعْدِ ذَٰلِكَ وَأَصْلَحُوا فَإِنَّ اللَّـهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ﴿٨٩﴾} صدق الله العظيم. وذلك لأنّ الله لن يطبّق عليهم لعنته بالفعل فيدخلهم نار جهنم إلا إذا ماتوا وهم لا يزالون يُحاربون الله ورُسله مُصرّين على كُفرهم فإذا ماتوا وهم لا يزالون كُفارًا بالحقّ من ربهم فسوف يتمّ تطبيق لعنة الله عليهم بالتأويل الحقّ على الواقع الفعلي. تصديقًا لقول الله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَىٰ مِن بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَـٰئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّـهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ ﴿١٥٩﴾ إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَبَيَّنُوا فَأُولَـٰئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَأَنَا التَّوَّابُ الرَّحِيمُ ﴿١٦٠﴾ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَمَاتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ أُولَـٰئِكَ عَلَيْهِمْ لَعْنَةُ اللَّـهِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ ﴿١٦١﴾ خَالِدِينَ فِيهَا لَا يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذَابُ وَلَا هُمْ يُنظَرُونَ ﴿١٦٢﴾ وَإِلَـٰهُكُمْ إِلَـٰهٌ وَاحِدٌ لَّا إِلَـٰهَ إِلَّا هُوَ الرَّحْمَـٰنُ الرَّحِيمُ ﴿١٦٣﴾} صدق الله العظيم [البقرة].

فهل فهمت الخبر والبيان الحقّ للمهديّ المنتظَر الذي يُنادي في عباد الله جميعًا من الجنّ والإنس ومن كُل جنسٍ أن يتوبوا إلى ربهم ليغفر ذنوبهم. وقال الله تعالى:
{وَإِذْ قَالَتْ أُمَّةٌ مِنْهُمْ لِمَ تَعِظُونَ قَوْمًا اللَّهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا قَالُوا مَعْذِرَةً إِلَىٰ رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ} صدق الله العظيم [الأعراف:164].

وكذلك دعوة الإمام المهديّ إلى الذين غضب الله عليهم حتى لا يسألني ربي لِمَ لمْ أعظهم وأفتيهم برحمة الله التي وسعت كل شيء؟ فدعوتي معذرة إلى ربي ولعلهم يتقون.

وسلامٌ على المُرسلين، والحمدُ لله ربّ العالمين..
أخو المسلمين الإمام المهديّ؛ ناصر محمد اليمانيّ.
___________