الموضوع: سؤال الى الإمام المهدي ناصر محمد اليماني

صفحة 2 من 2 الأولىالأولى 12
النتائج 11 إلى 13 من 13
  1. افتراضي

    بسم الله الرحمن الرحيم
    (
    يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا جَاءَكُمُ الْمُؤْمِنَاتُ مُهَاجِرَاتٍ فَامْتَحِنُوهُنَّ ۖ اللَّهُ أَعْلَمُ بِإِيمَانِهِنَّ ۖ فَإِنْ عَلِمْتُمُوهُنَّ مُؤْمِنَاتٍ فَلَا تَرْجِعُوهُنَّ إِلَى الْكُفَّارِ ۖ لَا هُنَّ حِلٌّ لَّهُمْ وَلَا هُمْ يَحِلُّونَ لَهُنَّ ۖ وَآتُوهُم مَّا أَنفَقُوا ۚ وَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ أَن تَنكِحُوهُنَّ إِذَا آتَيْتُمُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ ۚ وَلَا تُمْسِكُوا بِعِصَمِ الْكَوَافِرِ وَاسْأَلُوا مَا أَنفَقْتُمْ وَلْيَسْأَلُوا مَا أَنفَقُوا ۚ ذَٰلِكُمْ حُكْمُ اللَّهِ ۖ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ ۚ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ)[الممتحنة /١٠]صدق الله العظيم


    اقتباس المشاركة 4166 من موضوع الهجرة تكون إلى نبيٍّ أو إلى إمامٍ للأمّة لنُصرة دين الله بأموالهم وأنفسهم ..

    الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني
    02 - ربيع الثاني - 1431 هـ
    18 - 03 - 2010 مـ
    01:31 صباحًا
    ( بحسب التقويم الرسمي لأمّ القرى )
    ____________


    الهجرة تكون إلى نبيٍّ أو إلى إمامٍ للأمّة لنُصرة دين الله بأموالهم وأنفسهم ..


    بسمِ اللهِ الرَحمنِ الرحِيم، وَسَلامٌ عَلَى الْمُرسَلين وَالْحَمدُ لِله رَبِ العالَمين..
    أخي السائل، إنّما الهجرة تكون إلى نبيٍّ أو إلى إمامٍ للأمّة لنُصرة دين الله بأموالهم وأنفسهم، تصديقًا لقول الله تعالى:
    {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّـهِ وَالَّذِينَ آوَوا وَّنَصَرُوا أُولَـٰئِكَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ ۚ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يُهَاجِرُوا مَا لَكُم مِّن وَلَايَتِهِم مِّن شَيْءٍ حَتَّىٰ يُهَاجِرُوا} صدق الله العظيم [الأنفال:72].

    ولم يتمّ إغلاق الهجرة إلى الله ورسوله من بعد فتح مكّة بل استمرّ بابها مفتوحًا للجهاد في سبيل الله، وإنّما الهجرة إلى الله لنُصرة رسوله وإعلاء كلمة الله، فإذا دعا محمدٌ رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - إلى الجهاد في سبيل الله فوجب على المؤمنين بالله القادرين أن يُهاجروا إلى محمد رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - أينما يكون للانضمام إلى جيش نبيّه صلّى الله عليه وآله وسلّم، ولقد دعا محمد رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - المؤمنين إلى الهجرة إليه لقتال قومٍ أولي بأسٍ شديدٍ من بعد فتح مكة، تصديقًا لقول الله تعالى: {قُل لِّلْمُخَلَّفِينَ مِنَ الْأَعْرَابِ سَتُدْعَوْنَ إِلَىٰ قَوْمٍ أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ تُقَاتِلُونَهُمْ أَوْ يُسْلِمُونَ ۖ فَإِن تُطِيعُوا يُؤْتِكُمُ اللَّـهُ أَجْرًا حَسَنًا ۖ وَإِن تَتَوَلَّوْا كَمَا تَوَلَّيْتُم مِّن قَبْلُ يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا ﴿١٦﴾} صدق الله العظيم [الفتح].

    وهذه الدعوة جاءت من بعد فتح مكة لهجرة المؤمنين بالله إلى رسوله لنُصرته على قومٍ قد أغضبهم فتح مكّة ونصر المسلمين ومنهم هوازن وغطفان الّذين قرّروا التّجهيز لقتال المسلمين قبل أن يستفحل أمرهم أكثر فأكثر من بعد فتح مكة، وعلم محمدٌ رسول الله بمكر أعداء الله ورسوله من الأعراب من قبائل هوازنٍ وغطفان ومن تَبعهم من قبائل الأعراب لقتال المسلمين وقرّروا غزو المسلمين من قبل أن يغزوهم المسلمون ولو لم يفعلوا لَما غزاهم المسلمون ولكنّ محمدًا رسولَ الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - قرّر أن يلاقيهم من قبل أن يأتوا لغزو المسلمين إلى ديارهم تنفيذًا لأمر الله في مُحكَم كتابه:
    {وَإِمَّا تَخَافَنَّ مِن قَوْمٍ خِيَانَةً فَانبِذْ إِلَيْهِمْ عَلَىٰ سَوَاءٍ ۚ إِنَّ اللَّـهَ لَا يُحِبُّ الْخَائِنِينَ ﴿٥٨وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَبَقُوا ۚ إِنَّهُمْ لَا يُعْجِزُونَ ﴿٥٩وَأَعِدُّوا لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّـهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِن دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّـهُ يَعْلَمُهُمْ ۚ وَمَا تُنفِقُوا مِن شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّـهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنتُمْ لَا تُظْلَمُونَ ﴿٦٠ وَإِن جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّـهِ ۚ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ﴿٦١} صدق الله العظيم [الأنفال].

    ولا بد أن نُبيِّن قول الله تعالى:
    {تُقَاتِلُونَهُمْ أَوْ يُسْلِمُونَ} صدق الله العظيم، وذلك لأنّه لا إكراه في الدّين فما يقصد الله بقوله الحق: {تُقَاتِلُونَهُمْ أَوْ يُسْلِمُونَ}؟ وذلك لأنّ الله أمَر المسلمين إذا جنحوا للسّلم فاجنح لها ونهاهم الله عن قتالهم لأنّه قد يُنزل الله في قلوبهم الرّعبَ فيسلمون خشيةً من لقاء المسلمين وهم بدأوهم، ولكن حين التّرائِي يُلقي الله في قلوب الّذين كفروا الرّعبَ لعلّهم يسلمون، ولذلك قال الله تعالى: {وَإِمَّا تَخَافَنَّ مِن قَوْمٍ خِيَانَةً فَانبِذْ إِلَيْهِمْ عَلَىٰ سَوَاءٍ ۚ إِنَّ اللَّـهَ لَا يُحِبُّ الْخَائِنِينَ ﴿٥٨وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَبَقُوا ۚ إِنَّهُمْ لَا يُعْجِزُونَ ﴿٥٩وَأَعِدُّوا لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّـهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِن دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّـهُ يَعْلَمُهُمْ ۚ وَمَا تُنفِقُوا مِن شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّـهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنتُمْ لَا تُظْلَمُونَ ﴿٦٠ وَإِن جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّـهِ ۚ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ﴿٦١}صدق الله العظيم.

    وذلك هو البيان لقول الله تعالى:
    {تُقَاتِلُونَهُمْ أَوْ يُسْلِمُونَ} صدق الله العظيم، بمعنى: {وَإِن جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّـهِ ۚ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ﴿٦١}صدق الله العظيم [الأنفال].

    ونهاهم الله أن يقول المؤمنون للكافرين الذين جنحوا للسّلم إنّما تظاهروا بالإسلام خوفًا من بطشنا ولذلك أمرهم الله أن لا يقولوا ذلك، وقال الله تعالى:
    {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ اللَّـهِ فَتَبَيَّنُوا وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقَىٰ إِلَيْكُمُ السَّلَامَ لَسْتَ مُؤْمِنًا تَبْتَغُونَ عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فَعِندَ اللَّـهِ مَغَانِمُ كَثِيرَةٌ ۚ كَذَٰلِكَ كُنتُم مِّن قَبْلُ فَمَنَّ اللَّـهُ عَلَيْكُمْ فَتَبَيَّنُوا ۚ إِنَّ اللَّـهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا ﴿٩٤} صدق الله العظيم [النساء].

    وما نريد أن نتوصّل إليه هو بيان الدعوة إلى الهجرة إلى الله ورسوله للقتال في سبيله ضدّ الذين يريدون قتال المسلمين، ولم يأمر الله نبيّه بقتال الكفار الذين لم يريدوا قتال المؤمنين، وقال الله تعالى:
    {وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّـهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا ۚ إِنَّ اللَّـهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ ﴿١٩٠وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ وَأَخْرِجُوهُمْ مِنْ حَيْثُ أَخْرَجُوكُمْ ۚوَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ ۚ وَلَا تُقَاتِلُوهُمْ عِنْدَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ حَتَّىٰ يُقَاتِلُوكُمْ فِيهِ ۖ فَإِنْ قَاتَلُوكُمْ فَاقْتُلُوهُمْ ۗ كَذَٰلِكَ جَزَاءُ الْكَافِرِينَ ﴿١٩١فَإِنِ انْتَهَوْا فَإِنَّ اللَّـهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴿١٩٢وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّىٰ لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ لِلَّـهِ ۖ فَإِنِ انْتَهَوْا فَلَا عُدْوَانَ إِلَّا عَلَى الظَّالِمِينَ ﴿١٩٣} صدق الله العظيم [البقرة].

    إذًا لم يأمر الله المسلمين إلا بقتال الذين يريدون قتالهم وفتنتهم عن دينهم الحق، ألا وإنّ فتنة المؤمن عن دينه لَهي أشدُّ إثمًا عند الله من القتل، وقبائل هوازنٍ وغطفان كانوا يريدون قتال المؤمنين وفتنتهم عن دينهم وكسر شوكة المؤمنين من قبل أن تستفحِل وأعدّوا لقتال المؤمنين كُلَّ ما يملكون وأخرجوا معهم أموالهم وأنعامهم ونسائهم وأولادهم لأنّهم يريدون إنهاء الدعوة المحمديّة وهزيمة المسلمين ولكنّ محمدًا رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - دعا المسلمين من الأعراب جميعًا الذين آمنوا من قبل الفتح ومن بعد الفتح إلى الهجرة إلى محمدٍ رسول الله ومَن معه من المؤمنين السابقين للقاء هوازنٍ وغطفان والذي وصف الله شجاعتهم وقال:
    {قَوْمٍ أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ}.

    وقال الله تعالى:
    {قُل لِّلْمُخَلَّفِينَ مِنَ الْأَعْرَابِ سَتُدْعَوْنَ إِلَىٰ قَوْمٍ أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ تُقَاتِلُونَهُمْ أَوْ يُسْلِمُونَ ۖ فَإِن تُطِيعُوا يُؤْتِكُمُ اللَّـهُ أَجْرًا حَسَنًا ۖ وَإِن تَتَوَلَّوْا كَمَا تَوَلَّيْتُم مِّن قَبْلُ يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا ﴿١٦﴾} صدق الله العظيم [الفتح].

    والمُخلّفين هم الذين تخَلّّفوا عن فتح مكة ومِن قبل في غزوة تبوك، ثمّ أرسل محمدٌ رسول الله برُسلٍ إلى قراهم للهجرة إليه في سبيل الله لقتال هوازنٍ وغطفان، وقال الله تعالى:
    {قُل لِّلْمُخَلَّفِينَ مِنَ الْأَعْرَابِ سَتُدْعَوْنَ إِلَىٰ قَوْمٍ أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ تُقَاتِلُونَهُمْ أَوْ يُسْلِمُونَ ۖ فَإِن تُطِيعُوا يُؤْتِكُمُ اللَّـهُ أَجْرًا حَسَنًا ۖ وَإِن تَتَوَلَّوْا كَمَا تَوَلَّيْتُم مِّن قَبْلُ يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا ﴿١٦﴾} صدق الله العظيم [الفتح].

    وقد أجاب الدعوةَ جميعُ المسلمين الذين آمنوا من قبل الفتح ومن بعده وهاجروا إلى مكّة للانضمام إلى جيش المسلمين للقاء هوازن وثقيف في وادي حُنين وقال مَن قال مِن المسلمين: "لن نُهزَم اليوم عن قلّة فنحن مُنتصرون عليهم لا شكَّ ولا ريبَ نظرًا لكثرة المسلمين"، ولكنّ الله قد وصف شجاعة هوازنٍ وثقيف من قبل وقال في وصفهم:
    {قَوْمٍ أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ} صدق الله العظيم، برغم أنّ المسلمين كانوا ضعف عدد هوازن وغطفان، وكان الله ينصر المسلمين على الكافرين رغم أنّ الكافرين ضعف المسلمين، وأراد الله أن يؤدِّب المسلمين فيعلمون إنّما النّصر من عند الله العزيز الحكيم، وقال الله تعالى: {لَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّـهُ فِي مَوَاطِنَ كَثِيرَةٍ ۙ وَيَوْمَ حُنَيْنٍ ۙ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنكُمْ شَيْئًا وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُم مُّدْبِرِينَ ﴿٢٥} صدق الله العظيم [التوبة].

    وقد أخبرهم الله من قبل عن بأس الأعراب من هوازنٍ وغطفان، وقال الله تعالى:
    {سَتُدْعَوْنَ إِلَى قَوْمٍ أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ} صدق الله العظيم، وفعلًا وجد المسلمون بأسًا شديدًا من قوم هوازنٍ ومَن والاهم؛ {وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الأرض بِمَا رَحُبَتْ ثمّ وَلَّيْتُمْ مُدْبِرِينَ} صدق الله العظيم، حتى إذا علَّم الله المسلمين درسًا على الواقع الحقيقي في عقيدة النّصر ليعلموا أنّما النّصر من عند الله العزيز الحكيم وإن كان الكافرون أولي بأسٍ شديدٍ فإنّ الله يلقي في قلوب الكافرين الرُّعب حين اللقاء وذلك لأنّ الرعب إذا نزل بالقلب ارتجف العدو فينتصر المؤمنون على عدوّهم ولكنّ الله ترك قلوب هوازن وغطفان ومَن والاهم كما وصف قلوبهم: {قَوْمٍ أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ} صدق الله العظيم، وذلك لكي يُعلِّم المسلمين درسًا في العقيدة؛ إنّما النّصر من عند الله الذي ينصرهم على عدوّهم وهم قلّةٌ والكافرون أضعافٌ، ولكن قد انهزم المسلمون بادئ الأمر فولَّوا مُدبرين إلّا قليلًا، ثمّ أنزل الله في قلوب القوم أولي البأس الشديد الرُّعب وأنزل على نبيِّه وجنوده السَكينة وأيَّد نبيَّه بجندِه ونَصَرَه كما وعده، وقال الله تعالى: {لَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّـهُ فِي مَوَاطِنَ كَثِيرَةٍ ۙ وَيَوْمَ حُنَيْنٍ ۙ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنكُمْ شَيْئًا وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُم مُّدْبِرِينَ ﴿٢٥ثُمَّ أَنزَلَ اللَّـهُ سَكِينَتَهُ عَلَىٰ رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَنزَلَ جُنُودًا لَّمْ تَرَوْهَا وَعَذَّبَ الَّذِينَ كَفَرُوا ۚ وَذَٰلِكَ جَزَاءُ الْكَافِرِينَ ﴿٢٦} صدق الله العظيم [التوبة].

    إذًا الدعوة للهجرة إلى الله ورسوله ماضيةٌ إلى يوم القيامة لنُصرة الله ورسوله ولنُصرة الناصرين التَّابعين من الخلفاء الراشدين إلى يوم الدين، تصديقًا لحديث رسوله في السُنّة الحقّ، قال محمدٌ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: [لا تنقطع الهجرة ما دام العدوّ يقاتل].

    وكذلك تصديقًا لحديث محمدٍ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم:
    [إن الهجرة خصلتان: إحداهما تهجر السيئات، والأخرى تهاجر إلى الله ورسوله، ولا تنقطع ما تُقبّلت التوبة] صدق محمدٌ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم.

    وإنّما الهجرة إلى الله ورسوله ومَن تبعه بالحقّ للقتال في سبيل الله على أساس ردع الذين يفتنون المؤمنين عن دينهم، تصديقًا لقول الله تعالى:
    {ثُمَّ إِنَّ ربّك لِلَّذِينَ هَاجَرُواْ مِن بَعْدِ مَا فُتِنُواْ ثمّ جَاهَدُواْ وَصَبَرُواْ إِنَّ ربّك مِن بَعْدِهَا لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ} صدق الله العظيم [النحل:110].

    وكذلك توجد في الكتاب هجرةٌ أخرى للمؤمن الذي يفرّ بدينه خشية الفتنة من الكافرين في بداية الدعوة للأنبياء ولا يزال الأنبياء بين أقوامهم ومن ثمّ يَفتِن الكافرون مَن تَبِع الرُّسل، فأمَر الله أتباعهم بالفرار بدينهم في أرض الله حتى يأتي الفتح من عند ربّهم، وقال الله تعالى:
    {إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ ظَالِمِي أَنفُسِهِمْ قَالُوا فِيمَ كُنتُمْ ۖ قَالُوا كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الْأَرْضِ ۚ قَالُوا أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّـهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُوا فِيهَا ۚ فَأُولَـٰئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ ۖ وَسَاءَتْ مَصِيرًا ﴿٩٧إِلَّا الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ لَا يَسْتَطِيعُونَ حِيلَةً وَلَا يَهْتَدُونَ سَبِيلًا ﴿٩٨فَأُولَـٰئِكَ عَسَى اللَّـهُ أَن يَعْفُوَ عَنْهُمْ ۚ وَكَانَ اللَّـهُ عَفُوًّا غَفُورًا ﴿٩٩} صدق الله العظيم [النساء].

    وتصديقًا لقول الله تعالى:
    {وَالَّذِينَ هَاجَرُوا فِي اللَّـهِ مِنْ بَعْدِ مَا ظُلِمُوا لَنُبَوِّئَنَّهُمْ فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً ۖ وَلَأَجْرُ الْآخِرَةِ أَكْبَرُ ۚ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ ﴿٤١الَّذِينَ صَبَرُوا وَعَلَىٰ رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ ﴿٤٢﴾} صدق الله العظيم [النحل].

    ومن ثمّ نأتي لبيان حديث محمدٍ رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - الحق:
    [لا هجرة بعد الفتح ولكنْ جهادٌ ونيَّةٌ وإذا استُنفِرتُم فانفِروا] صدق محمدٌ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم. ويقصد أنْ لا هجرة للمؤمنين الذين كانوا يفرّون بدينهم في أرض الله الواسعة من المستضعفين المؤمنين في مكّة كالذين فرّوا بدينهم إلى الحبشة من إيذاء كفار قريش وتعذيبهم لمن آمن بالحقّ من المستضعفين، ولكن من بعد فتح مكة فلا هجرة للمؤمنين الفارَّين بدينهم، فعليهم العودة إلى موطنهم مكّة المُكرّمة من بعد الفتح المبين، ولم يكونوا يستطيعون أن يهاجروا إلى رسوله نظرًا للاتفاقيّة في صُلح الحديبية.

    فلا تلوموني إخواني الأنصار وكافّة الزوّار الباحثين عن الحقّ من طول التفصيل، فإنّ المهديّ المنتظر لا ينبغي له الاختصار في حُكمِه بالحقّ بل وجب علينا أن نُفصِّلَه تفصيلًا مِن كتاب الله ومن سُنَّة رسوله الحقّ، وَسَلامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ ربّ العالمين..

    أخوكم الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.
    _____________

    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..

    - - - تم التحديث - - -
    بسم الله الرحمن الرحيم
    {
    إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ ظَالِمِي أَنفُسِهِمْ قَالُوا فِيمَ كُنتُمْ ۖ قَالُوا كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الْأَرْضِ ۚ قَالُوا أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُوا فِيهَا ۚ فَأُولَٰئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ ۖ وَسَاءَتْ مَصِيرًا}[الجزء: ٥ | النساء (٤) | الآية: ٩٧]

    {إِلَّا الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ لَا يَسْتَطِيعُونَ حِيلَةً وَلَا يَهْتَدُونَ سَبِيلًا}[الجزء: ٥ | النساء (٤) | الآية: ٩٨]صدق الله العظيم

    بسم الله الرحمن الرحيم
    ( الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالَاتِ اللَّهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلَا يَخْشَوْنَ أَحَدًا إِلَّا اللَّهَ وَكَفَى بِاللَّهِ حَسِيبًا {الأحزاب/39} )
    صدق الله العظيم
    اللهم نسألك بحق لا إله إلا أنت وبحق رحمتك التي كتبت على نفسك وبحق عظيم نعيم رضوان نفسك أن ترحم جميع النادمين في جهنم أجمعين يا من وسعت كل شئ رحمة وعلما إنك على كل شئ قدير تغفر لمن تشاء وتعذب من تشاء لا تسئل عم تفعل وهم يسئلون اللهم أنه ما كان دعائنا لهم إلا لتحقيق السر العظيم في نفسك فترضى اللهم فألهمهم وعلمهم سوآل رحمتك وبصرهم أن شفعاءهم الذين ينتظرونهم ليشفعوا لهم يوم القيامة إلا كسراب بقيعة يحسبه الضمآن ماء حتى إذا جاءه لم يجده شئ ووجد الله عنده فوفاه حسابه والله سريع الحساب



  2. افتراضي

    جزاك الله كل الخير ياإمامي على شرحك مهما كان صغيرا فهو كبير في نظري ويكفي انك تكرمت بالرد عليا رغم انشغالك لقد اكتفيت بردك وانشرح صدري له عجل الله ظهورك ونصرك على أعدائك أعداء الدين نصرا مبينا بإذن الله تعالى

  3. smiling face الحمد لله الذي جعلنا في زمان خليفة الله الإمام المهدي المنتظر ناصر محمد اليماني..



    اقتباس المشاركة 178158 من موضوع سؤال الى الإمام المهدي ناصر محمد اليماني

    اقتباس المشاركة : أم أسامة
    بسم الله والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته ونعيم رضوانه
    اكتب هده الرسالة الى امامنا الغالي امام الامة حصل معي اليوم ماقد جعلني اضطر الى الكتابة اليك لكي تشرح لي وتبين اين الحقيقة انا ادهب الى حلقات الدكر للاخوات واليوم المعلمة دكرت لنا موضوع سفرالمرأة بدون محرم دكرت من هم محارم المراة شرحت لنا مطولا عن انواع المحارم ومن تم دكرت متى تضطر المراة للسفر من غير محرم وهناك ضرورة تبيح المحظور كالفرار بالدين واعطت امتلة من بينها انه ادا تعدر على الانسان ولم يجد الاكل والشرب حتى حدوت الضرر والخوف من الهلاك اباح له الشرع ان ياكل ويشرب مما هو محرم كالميتة والخمر وقالت انه ادا رفظ ان ياكل الميتة لمجرد انها حرام وترك نفسه حتى مات سيدخل للنار
    ومما ادهشني عندما اعطت متال اخر عندما قالت في معنى الظرورات تبيح المحظورات ان الإكراه مباح كالنطق بالكفر لو تعرض الشخص للتعديب او التهديد بالقتل كما حصل مع عمار اين ياسر رضي الله عنه يعني ادا طلب منه ان ينطق بالكفر او يعمل عمل يجعله كافر عليه ان يمتتل لهم وان رفظ وقتلوه يكون قد مات على معصية ايعقل هدا يا إمام ايعقل لمن رفظو السجود للقدافي وللاسد وتشبتوا بعقيدتهم وبدينهم وفظلو التعديب على ان يقوموا بهدا الامر ايعقل بعد قتلهم يكونوا بدالك انهم عصوا الله والله لم يطمئن قلبي لهدا اهدا هو جزائهم اليسوا من الشهداء هل ماشطة زوجة فرعون عندما نطق ابنها الرضيع ان ياامي لاتخافي ولاتجزعي فانت على حق فرمت نفسها في النار هل هي عاصية واصحاب الاخدود اليسوا شهداء ارجو بيان حقيقة الامر لي لكي يرتاح قلبي وعقلي لان الامر اتار في الشكوك
    وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين
    انتهى الاقتباس من أم أسامة
    بسم الله الرحمن الرحيم، وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين، أما بعد..


    وأقول حاشا لله؛ بل جزاء الصابرين على الحقّ على فتنة المجرمين جنات النعيم ويجعلهم من المقربين، وأمّا من أكره على الكفر ظاهر الأمر وهو يبطن الإيمان فلا إثم عليه وقلبه مطمئن بالإيمان.

    وبالنسبة لمحرم المرأة ذلك إنْ استطاعت أن تجلب معها محرماً، ولكن إذا لم تجد وتريد أن تخرج للضرورة فلا إثم ولا حرج عند الضرورة، والمهم خروج المرأة بين الناس. وإنما الخطر عليها سفرها في طريق طويل خالية لوحدها كونها قد تتعرض للإغتصاب من المفسدين في الأرض وقطّاع الطرق.

    وهذا ردٌ مختصرٌ نظراً لانشغالي بأمر ما.. وشكراً.
    ــــــــــــــــــ

    ولا يتمّ رفع هذا التعليق إلى الموسوعة كونه لا يُرفع إليها إلا البيانات المفصلة تفصيلاً.
    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..

    الحمد لله الذي جعلنا في زمان خليفة الله الإمام المهدي المنتظر الذي يعلِّمنا من كنوز بيان القرآن العظيم ممّا علمه الله ونزّله على قلبه بوحي التفهيم، وجزاك ربي خير الدنيا والآخرة بما تستحق وترضى(بنعيم رضوانه تعالى) يا إمام السلام في العالمين، إذ تجعل السكينة(بإذن الله) تتنزل في نفوسنا بما تفتيه إجابة للسائلين في أمور الدين، والحمد لله ربِّ العالمين.
    نعيمي الأكبر ليس في جنّتكَ، فما لهذا عبدتُكَ يا غفور يا ودود، فنعيمي الأكبر برضوانكَ في ذاتكَ [يا حبيبي يا الله]..
    ~~~~~~~~~~~~
    ألا والله الذي لا إلهَ غيره لن أرضى حتى ترضى يا إله العالمين وأنت على عهدي هذا من الشاهدين، وكفى بالله شهيدًا.


صفحة 2 من 2 الأولىالأولى 12
المواضيع المتشابهه
  1. سؤالٌ مُهِمٌّ للغاية من الإمام ناصر محمّد اليمانيّ ..
    بواسطة الإمام ناصر محمد اليماني في المنتدى أدركت الشمس القمر وسبقته
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 01-12-2023, 06:44 PM
  2. سؤال إلى إمامنا وحبيبنا وقرة أعيننا الإمام المهدي المنتظر الحق ناصر محمد اليماني عليه الصلاة والسلام
    بواسطة عبدالله سفينة النجاة في المنتدى قسم الأسئلة والإقتراحات والحوارات المفتوحة
    مشاركات: 17
    آخر مشاركة: 26-10-2017, 08:36 AM
  3. سؤال إلى الإمام المهدي المنتظر ناصر محمد اليماني
    بواسطة نورالإبمان في المنتدى قسم الجهاد في سبيل الله
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 21-11-2011, 08:34 PM
  4. سؤالٌ مُهِمٌّ للغاية من الإمام ناصر محمّد اليمانيّ ..
    بواسطة الإمام ناصر محمد اليماني في المنتدى ۞ موسوعة بيانات الإمام المهدي المنتظر ۞
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 23-03-2010, 11:20 PM
ضوابط المشاركة
  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •