مزيدٌ من البيان للسائلين ..
بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على كافة الأنبياء والمرسلين وآلهم الطيبين وجميع المؤمنين في كلّ زمانٍ ومكانٍ إلى يوم الدين، سلامُ الله عليكم ورحمة الله وبركاته..
وقال الله تعالى: {تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لَا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا}[الإسراء:44].
قال الله تعالى: {أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُسَبِّحُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالطَّيْرُ صَافَّاتٍ كُلٌّ قَدْ عَلِمَ صَلَاتَهُ وَتَسْبِيحَهُ} [النور:41].
وقال الله تعالى: {سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} [الحديد:1].
قال الله تعالى: {يُسَبِّحُ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ الْمَلِكِ الْقُدُّوسِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ} [الجمعة:1].
صــــدق الله العظيــــــــــم
وما ينطق محمدٌ رسول الله عن الهوى في دين الله؛ بل يوحي الله إليه بالحقّ فهل من العقل والمنطق أن يخلق الله شيئاً ليعبده ويسبح له سبحانه فمن ثمّ يأمر الله بقتله عدواناً وظلماً وهو لا يُؤكل؟ سبحانه فأيّ ظلمٍ هذا؟ كون الحديث المفترى جاء بحكمٍ عامٍ بقتل الثعابين ومثل هذا الحديث كمثل حديث الأمر بقتل بما يسمونهن بالفواسق كما يلي:وهيهات هيهات فما ذنب طائر الغراب والحدأة والفأر فلا تجدونهن إلا وتعدّيتم عليهن بغير الحقّ، وإنّني الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني أُمرت برفع ظلم الإنسان وظلم الحيوان والطير وأفتي بالحقّ أنه لا يجوز قتل أيّ شيء حيٍّ لم يعتدِ على حقوق الإنسان إلا ما أحلّ الله لكم ذبحه أو صيده لتأكلوه مع تحريم الإسراف، وأمّا الحيوانات والطيور الأخرى فلا يجوز قتلها إلا بالحقّ من غير ظلمٍ، وأمّا في حالة الاعتداء فحتى الإنسان المعتدي يقاتَل ويُقتَل. فاتّقوا الله ولا تتّبعوا الأحاديث والروايات الاتّباع الأعمى؛ بل ردّوا الرواية إلى عقولكم.
غير أنّنا لا ننهى عن قتل الأفاعي التي تدخل بيوت الناس كونها تعدّت على الحقوق، وبالنسبة للفئران التي تزعمون أنّ الرسول أمركم بقتلها أينما وجدتموها فمن ثمّ نقيم عليكم الحجّة بالحقّ ونقول فلا تزر وازرةٌ وزر أخرى فهل تريد أن تحاسبَ كافة الفئران بسبب ذنب فأرٍ مكث في مخزن المواد الغذائية لديك وفقع الأكياس بأسنانه، فهل تأخذ بثأرك منه ومن كافة الفئران في البرّ والبحر؟ والله لا يحب المعتدين. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا ۚ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ} صدق الله العظيم [البقرة:190].
وذلك نظام العدل بشكلٍ عامٍ؛ حفظَ الله الحقوق وحرّمَ الله الاعتداء على الإنسان والحيوان وهو لم يعتدِ عليك ولم يؤذِك.
وبالنسبة للفئران فمن ثمّ نفتيك بالحقّ ونقول: فلتقتل ذلك الفأر الذي اقتحم دارك. وأمّا أن يأمركم النّبيّ صلى الله عليه وآله وسلم بقتل كافة الفئران أينما وجدتموها وهي لم تضركم ولم تعتدِ عليك فهذا هو الظلم بعينه. وكذلك الغراب فما ذنبه حتى تعلنوا الحرب عليه فتجعلوه من الفاسقين؟ واللهِ ليحاجّكم الغراب بظلمه بين يدي الله ربّ العالمين!
وبالنسبة للثعابين فما تعدّى منها فدخل البيوت فلا نحرّم قتلها كون قتلها يعتبر دفاعاً عن النفس، وأما التي لا تعتدي على أحدٍ وتعشعش في أعشاشها بعيداً عن الناس وتُجَنِّبُ الناس شرّها فلا يجوز الاعتداء عليها بغير الحقّ إلا من اضطر دفاعاً عن نفسه فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه، ولكنّ الله لا يحبّ المعتدين على حقوق الغير ظلماً وعدواناً. فلا تجبرنا للخوض في رفع الظلم عن الحيوان من قبل الإنسان كوننا لا نزال نسعى بدعوة رفع الظلم عن الإنسان، وكلّ شيءٍ في قدره المقدور، وإلى الله ترجع الأمور.
ويا رجل، ألا تنظر إلى برهان الافتراء كونه ظنّ أنّ الحيّة هو اسمٌ للأفعى بسبب وصف عصا موسى عليه الصلاة والسلام أنها صارت حيّةً تتحرك بعد إذ كانت جماداً ميتاً؟ وغرّ المفترين ذكرُ حياة العصا في محكم القرآن فظنّوا أنّ ذلك هو اسمٌ للأفعى، ولكن الله يقصد أنّه نفخ روح الحياة في عصا موسى فصارت حيّةً تسعى، أي العصا صارت حيّةً أي تحمل روح الحياة. ولكن ماذا أصبحت بعدَ أن صارت حيّةً تسعى؟ والجواب: ثعبانٌ مبينٌ. فلا يجوز تحريف كلام الله عن مواضعه المقصودة.
وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين..
أخوكم؛ الإمام المهدي ناصر محمد اليماني.
___________
[ لقراءة البيان من الموسوعة ]
بسم الله الرحمن الرحيم
الصلاه على رسول الله صل الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه اجمعين
اما بعد:
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
بالبدايه انا لست بعالم ولا باحث ولاحتى بحافظ ولكني قرأت عن الامام ناصر محمد اليماني كون قوله بأنه المهدي المنتظر
واعجبت كثير بتحليله وتفسيره وقرأت لأيام متواصله بعض من بياناته وسطوره وبحثت عن اسمه وفصله وشكله.... واستمر الفضول فيني للوصول إلى اليقين به
ولكن في يومٍ من الايام استوقفني كلامه عن معجزه سيدنا موسى عليه السلام ( عصا موسى)
قال الامام ناصر بالحرررف والكلمه التالي:
[ موسى والسحره
فتعال لأعلمك الفرق العظيم بين عصا موسى وعصي وحبال السّحرة، فأما عصي وحبال السّحرة فهي في الحقيقة لا شيء في الحقيقة حتى بنسبة 1 في التلريون أو بنسبة واحد في البليون أو بنسبة واحد في المليار أو بنسبة واحد في العشر! إذاً النتيجة لحقيقة عصي وحبال السّحرة هي صفر في المائة أي لا شيء. ومثله كمثل سراب بقيعة يحسبه الظمأن ماءً ويراه بعينه ماءً لا شك ولا ريب حتى إذا جاءه لم يجد شيئاً في الحقيقة على الواقع ولا حتى جُزء من نُطفة ماء أي لا شيء ثمّ يموت من الظمأ ولم يُغني عنه من ظمَئه شيئاً.
وكذلك حبال وعصي السّحرة ليس لها أي حقيقة مما يراه الناظرون وإنما في خيال الأعين يُخيل إليهم من سحرهم أنها تسعى، ولكن لو ذهب فرعون إلى عصي وحبال السّحرة وأمرهم أن يمسكوا حبالهم وعصيّهم التي يراها ثعابين فيأمرهم أن يمسكوها من رؤوسها وذلك حتى يجرؤُ على لمسها بيده. ومن ثمّ يمسك مؤخرتها بيده فسوف يجد الحبل في ملمس اليد هو حبل ولم يتحول إلى شيء آخر وباقي كما هو حبل.
وكذلك العصي يجدها في قبضة يده عصيٌ من العود وملمسها عودٌ ولم تتغير فتتحول إلى شيء آخر وباقية عصي كما هي في حقيقتها عصيٌ من عود فيدرك ذلك فرعون لو فعل ذلك أن عصي وحبال السّحرة لم تتحول إلى ثعابين كما تُرى في خيال الأعين وإنما كسراب بقيعة يحسبه الظمآن ماء حتى إذا جاءه لم يجده شيئاً ولم يجد حتى قطرة واحدة في الحقيقة برغم أنه كان يراه على بعد منه ماء لا شك ولا ريب في بصر الأعين.
المهم، ومن ثمّ يتوجّه فرعون إلى عصا موسى عليه الصلاة والسلام ويقول له أمسك ثُعبانك برأسه حتى أتأكد من ملمسه وحياته وحركته يا موسى، ومن ثمّ يفرك فرعون ذيل ثعبان موسى بيده وسوف يجدها تهزه فتركضه بذيلها الضخم فيقع من مقامه.
ومن ثمّ يتبين له الفرق بين سحر التخييل والحقيقة فوجد سحر التخييل ليس له أي أساس من الحقيقة على الواقع الحقيقي وأما ثعبان موسى والتي كانت عصا فهي حقاً تحولت بقدرة الله كُن فيكون إلى ثعبان مبين؛ بل وأكلت جميع عصي وحبال السّحرة وابتلعتها أجمعين في بطنها وكأنها وحشٌ كاسرٌ يبتلع أي شيء فنزل رعبٌ شديدٌ منها على السّحرة فخشوا أن تبتلعهم فخروا لله ساجدين تائبين نظراً لخلفيتهم عن السحر.
فهم يعلمون أنها آية حقيقة على الواقع الحقيقي وليست كمثل عصيّهم التي لم تتحول إلى شيء آخر وإنما يُخيل للناظرين أنها ثعابين تسعى وهي في الحقيقة لم تتحول شيئاً وإنما في خيال الأعين.
وأما عصا موسى فقد أيقنوا أنها ثعبان مبين وبلغت قلوبهم الحناجر من شدة الفزع من هذا الثُعبان العظيم، أضخم وأعظم وأكبر ثعبان على وجه الأرض؛ بل خشي السّحرة أن تبتلعهم فوق عصيّهم وحبالهم وفروا من الله إليه فخروا له ساجدين .
وأما فرعون فيظن عصا موسى ليس إلا مثلهُا كمثل عصي وحبال السّحرة وإنما لديه علم أوسع منهم؛ بل قال إنه لكبيركم الذي علمكم السحر! ولو علم فرعون أنها ثعبانٌ مبينٌ لولى مدبراً ولم يُعقب كما ولى موسى عليه الصلاة والسلام منها في الوادي المقدس طوى بعد أن خلع نعليه بأمر من ربّه ومن ثمّ سأله الله وما تلك بيمينك يا موسى وذلك حتى يأتي التعريف من موسى لعصاه ليعلم النّاس إنما هي عصا عادية ولو لم يسأله هذا السؤال لجعلتم لها أعظم أسطورة أنها من ثعابين الجنّة أتت من السموات العُلا من عند سدرة المُنتهى، ومن ثمّ يُصدق الذين لا يعقلون فيضيعون التبيان لقدرة الله كن فيكون، ولذلك سأله الله وهو يعلم أنها عصا وإنما لكي يأتي لها تعريف من موسى لتعلموا أنتم أنها عصا كمثل أي عصا، حتى إذا جاء التعريف أمره الله أن يلقيها ليري موسى والمؤمنين عجائب قُدرته سبحانه الذي إذا أراد شيئاً أن يقول له كُن فيكون. فأمره أن يلقي بالعصا فإذا هي ثعبان مبين بكن فيكون، فولى موسى مدبراً ولم يُعقب.
ومعنى قول الله تعالى ولم يعقب على المكان ليأخذ حذاءه بل ولى حافي القدمين، وهو الموقف الذي أعلمُ علم اليقين أنه أضحك الله منه وهو دائم غضبان من ظُلم عباده لأنفسهم.
ومن ثمّ نادى موسى أن يرجع ولا يخاف وإنه لا يخاف لدي المرسلون، وأنزل السّكينة على قلبه.
وعاد فنظر إليها فإذا هي ثعبان عظيم لم يرى قط مثله في حياته ومن ثمّ أمره الله أن يأخذها وسيعيدها سيرتها الأولى فتعود إلى عصى كما كانت وأمره أن يذهب إلى فرعون وأنها آية للتصديق، وكذلك يده يجعل فيها نور يكاد أن يختطف الأبصار في وضح النّهار.
ألا وإن الفرق لعظيم بين السِّحر وبين الحقيقة كالفرق بين سراب بقيعة والمحيط الهادي! فأما سراب البقيعة فلن تجد حقيقة للماء الذي رأيته عن بعد حتى إذا أتيت إليه لم تجده شيئاً وأما المحيط الهادي فأنت رأيته بحراً عظيماً عن بعد حتى إذا جئت إليه فإذا هو حقاً بحرٌ عظيمٌ تغور فيه الجبال الشامخات.]
انتهى .....
استوقفت عند السطر:
[ وعاد فنظر إليها فإذا هي ثعبان عظيم لم يرى قط مثله في حياته ومن ثمّ أمره الله أن يأخذها وسيعيدها سيرتها الأولى ]
هذا الموقف عندما ذهب موسى إلى الوادي المقدس وامره الله ان يلقي عصيته لتتحول إلى إحدى معجزاته
وقبل بضع سنين قرأت عن تفسير دقيق جداً جداً عن عصا موسى للأستاذ الفاضل عبد الدائم الكحيل
وهنا جاءت المقارنة بتفسير الامام ناصر والأستاذ عبد الدائم
وجاء وقت تحكيم العقل وليتفكر ذو الالباب عن ايهما الأصح ....
ولن افرص رأيي بس سأضع التفسيرين وأضع بعض الأسئلة وللأمام وأنصاره حريتهم في التبرير او اقناعي !
النص كما هو بقلم عبد الدائم الكحيل
عام ٢٠٠٥م
[
الحية والثعبان ... إعجاز بياني في قصة موسى عليه السلام
لفت انتباهي إلى هذا الموضوع أحد الإخوة القراء من خلال سؤال عن سر مجيء كلمة (ثعبان) تارة وكلمة (حية) تارة أخرى وذلك في سياق قصة سيدنا موسى عليه السلام. وقد يظن بعض القراء أن المعنى واحد، وأن هذا الأمر من باب التنويع وشد انتباه القارئ فقط....
ولكن وبعد بحث في هذا الموضوع ظهرت لي حكمة بيانية رائعة تثبت أن كل كلمة في القرآن إنما تأتي في الموضع المناسب، ولا يمكن أبداً إبدالها بكلمة أخرى، وهذا من الإعجاز البياني في القرآن الكريم.
ولكي نوضح الحكمة من تعدد الكلمات عندما نبحث عن قصة سيدنا موسى عليه السلام مع فرعون لنجد أنها تكررت في مناسبات كثيرة، ولكن العصا ذُكرت في ثلاث مراحل من هذه القصة:
1- عندما كان موسى سائراً بأهله ليلاً فأبصر ناراً وجاء ليستأنس بها فناداه الله أن يلقي عصاه.
2- عندما ذهب موسى إلى فرعون فطلب منه فرعون الدليل على صدق رسالته من الله تعالى فألقى موسى عصاه.
3- عندما اجتمع السَّحَرة وألقوا حبالهم وعصيّهم وسحروا أعين الناس، فألقى موسى عصاه.
هذه هي المواطن الثلاثة حيث يلقي فيها موسى العصا في قصته مع فرعون. ولكن كيف تناول البيان الإلهي هذه القصة وكيف عبّر عنها، وهل هنالك أي تناقض أو اختلاف أو عشوائية في استخدام الكلمات القرآنية؟
الموقف الأول
في الموقف الأول نجد عودة سيدنا موسى إلى مصر بعد أن خرج منها، وفي طريق العودة ليلاً أبصر ناراً فأراد أن يقترب منها ليستأنس فناداه الله تعالى، وأمره أن يلقي عصاه، فإذاها تتحول إلى حيّة حقيقية تهتز وتتحرك وتسعى، فخاف منها، فأمره الله ألا يخاف وأن هذه المعجزة هي وسيلة لإثبات صدق رسالته أمام فرعون.
ولو بحثنا عن الآيات التي تحدثت عن هذا الموقف، نجد العديد من الآيات وفي آية واحدة منها ذكرت الحيّة، يقول تعالى: (وَمَا تِلْكَ بِيَمِينِكَ يَا مُوسَى *قَالَ هِيَ عَصَايَ أَتَوَكَّأُ عَلَيْهَا وَأَهُشُّ بِهَا عَلَى غَنَمِي وَلِيَ فِيهَا مَآَرِبُ أُخْرَى * قَالَ أَلْقِهَا يَا مُوسَى * فَأَلْقَاهَا فَإِذَا هِيَ حَيَّةٌ تَسْعَى * قَالَ خُذْهَا وَلَا تَخَفْ سَنُعِيدُهَا سِيرَتَهَا الْأُولَى) [طه: 17-21].
الموقف الثاني
أما الموقف فيتمثل بقدوم موسى عليه السلام إلى فرعون ومحاولة إقناعه بوجود الله تعالى، وعندما طلب فرعون الدليل المادي على صدق موسى، ألقى عصاه فإذا بها تتحول إلى ثعبان مبين. ولو بحثنا عن الآيات التي تناولت هذا الموقف نجد عدة آيات، ولكن الثعبان ذُكر مرتين فقط في قوله تعالى:
1- (وَقَالَ مُوسَى يَا فِرْعَوْنُ إِنِّي رَسُولٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ * حَقِيقٌ عَلَى أَنْ لَا أَقُولَ عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ قَدْ جِئْتُكُمْ بِبَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ فَأَرْسِلْ مَعِيَ بَنِي إِسْرَائِيلَ* قَالَ إِنْ كُنْتَ جِئْتَ بِآَيَةٍ فَأْتِ بِهَا إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ * فَأَلْقَى عَصَاهُ فَإِذَا هِيَ ثُعْبَانٌ مُبِينٌ * وَنَزَعَ يَدَهُ فَإِذَا هِيَ بَيْضَاءُ لِلنَّاظِرِينَ * قَالَ الْمَلَأُ مِنْ قَوْمِ فِرْعَوْنَ إِنَّ هَذَا لَسَاحِرٌ عَلِيمٌ) [الأعراف: 104-109].
2- (قَالَ فِرْعَوْنُ وَمَا رَبُّ الْعَالَمِينَ * قَالَ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا إِنْ كُنْتُمْ مُوقِنِينَ* قَالَ لِمَنْ حَوْلَهُ أَلَا تَسْتَمِعُونَ* قَالَ رَبُّكُمْ وَرَبُّ آَبَائِكُمُ الْأَوَّلِينَ * قَالَ إِنَّ رَسُولَكُمُ الَّذِي أُرْسِلَ إِلَيْكُمْ لَمَجْنُونٌ * قَالَ رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَمَا بَيْنَهُمَا إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ * قَالَ لَئِنِ اتَّخَذْتَ إِلَهًا غَيْرِي لَأَجْعَلَنَّكَ مِنَ الْمَسْجُونِينَ* قَالَ أَوَلَوْ جِئْتُكَ بِشَيْءٍ مُبِينٍ * قَالَ فَأْتِ بِهِ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ* فَأَلْقَى عَصَاهُ فَإِذَا هِيَ ثُعْبَانٌ مُبِينٌ* وَنَزَعَ يَدَهُ فَإِذَا هِيَ بَيْضَاءُ لِلنَّاظِرِينَ * قَالَ لِلْمَلَإِ حَوْلَهُ إِنَّ هَذَا لَسَاحِرٌ عَلِيمٌ) [الشعراء: 23-34].
الموقف الثالث
بعدما جمع فرعون السحرة وألقوا الحبال والعصيّ وسحروا أعين الناس وخُيّل للناس ولموسى أن هذه الحبال تتحرك وتهتز وتسعى، ألقى موسى عصاه فابتلعت كل الحبال والعصي، وعندها أيقن السحرة أن ما جاء به موسى حق وليس بسحر، فسجدوا لله أمام هذه المعجزة.
وقد تحدث القرآن عن هذا الموقف في العديد من سوره، ولكننا لا نجد أي حديث في هذا الموقف عن ثعبان أو حية، بل إننا نجد قول الحق تبارك وتعالى: (وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنْ أَلْقِ عَصَاكَ فَإِذَا هِيَ تَلْقَفُ مَا يَأْفِكُونَ) [الأعراف: 117].
التحليل البياني للمواقف الثلاثة
لو تأملنا جيداً المواقف الثلاثة نجد أن الموقف الأول عندما أمر الله موسى أن يلقي عصاه وهو في الوادي المقدس، تحولت العصا إلى (حيَّة) صغيرة، وهذا مناسب لسيدنا موسى لأن المطلوب أن يرى معجزة،/ وليس المطلوب أن يخاف منها، لذلك تحولت العصا إلى حية.
أما في الموقف الثاني أمام فرعون فالمطلوب إخافة فرعون لعله يؤمن ويستيقن بصدق موسى عليه السلام، ولذلك فقد تحولت العصا إلى ثعبان، والثعبان في اللغة هو الحية الكبيرة[1]. وهكذا نجد أن الآيات التي ذُكرت فيها كلمة (ثعبان) تختص بهذا الموقف أمام فرعون.
ولكن في الموقف الثالث أمام السّحَرَة نجد أن القرآن لا يتحدث أبداً عن عملية تحول العصا إلى ثعبان أو حية، بل نجد أن العصا تبتلع ما يأفكون، فلماذا؟
إذا تأملنا الآيات بدقة نجد أن السحرة أوهموا الناس بأن الحبال تتحرك وتسعى، كما قال تعالى: (فَإِذَا حِبَالُهُمْ وَعِصِيُّهُمْ يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِنْ سِحْرِهِمْ أَنَّهَا تَسْعَى) [طه: 66]. وهنا ليس المطلوب أن يخاف الناس بالثعبان، وليس المطلوب أن تتحول العصا إلى حية، بل المطلوب أن تتحرك العصا وتلتهم جميع الحبال والعصِيَ بشكل حقيقي، لإقناع السحرة والناس بأن حبالهم تمثل السحر والباطل، وعصا موسى تمثل الحق والصدق، ولذلك يقول تعالى (قَالُوا يَا مُوسَى إِمَّا أَنْ تُلْقِيَ وَإِمَّا أَنْ نَكُونَ نَحْنُ الْمُلْقِينَ * قَالَ أَلْقُوا فَلَمَّا أَلْقَوْا سَحَرُوا أَعْيُنَ النَّاسِ وَاسْتَرْهَبُوهُمْ وَجَاءُوا بِسِحْرٍ عَظِيمٍ * وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنْ أَلْقِ عَصَاكَ فَإِذَا هِيَ تَلْقَفُ مَا يَأْفِكُونَ * فَوَقَعَ الْحَقُّ وَبَطَلَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ* فَغُلِبُوا هُنَالِكَ وَانْقَلَبُوا صَاغِرِينَ * وَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سَاجِدِينَ * قَالُوا آَمَنَّا بِرَبِّ الْعَالَمِينَ * رَبِّ مُوسَى وَهَارُونَ) [الأعراف: 115-122].
إحصائيات قرآنية
إن كلمة (حيَّة) لم تُذكر في القرآن إلا مرة واحدة عندما أمر الله موسى أن يلقي العصا وهو في الوادي المقدس، فتحولت إلى حية تسعى. وجاءت هذه الكلمة مناسبة للموقف. أما كلمة (ثعبان) فقد تكررت في القرآن كله مرتين فقط، وفي كلتا المرتين كان الحديث عندما ألقى موسى عصاه أمام فرعون، وكانت هذه الكلمة هي المناسبة في هذا الموقف لأن الثعبان أكبر من الحية وأكثر إخافة لفرعون.
ونستطيع أن نستنتج أن الله تعالى دقيق جداً في كلماته وأن الكلمة القرآنية تأتي في مكانها المناسب، ولا يمكن إبدال كلمة مكان أخرى لأن ذلك سيخل بالجانب البلاغي والبياني للقرآن الكريم الذي قال الله عنه: (لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ) [فصلت: 42].
بقلم عبد الدائم الكحيل
..............]
انتهى
أذا
- بالتحول الاول هل تحولت العصا بالمرة الاولى إلى ( حيه تسعى )
كما قال عبد الدائم .... ام إلى ( ثعبان مبين لم يرى موسى مثله قـــــط لدرجه انه خاف أن يأكله ) ؟!؟
- وما الفرق باللغه وبعلم الحيوانات بين كلمه ( حية تسعى ) و ( ثعبان مبين )؟!
- وهل تحولت إلى ثعبان حقيقي وأكلت أفاعي السحره ؟! اما انها تلقف ما يأفكون ؟!
- ولماذا لم يذكر ماهيته بالتحول الثالث ( حيه او ثعبان ) كما ذكرها بالتحول الاول والثاني وقال تلقف ما يأفكون ؟!
اترك لكم الموضوع وانتظر الردود .........